أسامة زهير – انتهى عام ٢٠٢٠ والذي شاهدنا فيه كثير من الأحداث ربما لم ولن نراها في تاريخ البشرية في المستقبل ولأن هذا العام يعتبر من اسوأ الأعوام بالنسبة للعالم فبالتأكيد هو سيكون درساً كبيراً للجميع.
البداية كانت من إنتشار جائحة كورونا التي بدأت في الصين و إنتشرت في العالم بعد عدة أشهر وبدأ الكل يخطط لكيفية التصدي والحماية منها حتى توقف كل شيء.
هذا التوقف أضر بالكثير من الأندية والإتحادات وحتى اللاعبين؛ أصبح هناك أزمة مالية لم نراها من فترة طويلة جداً، وتعامل الفيفا مع هذه الجائحة كان إيجابي ومرن فقد إتخذوا القرارات الصحيحة في كيفية إعادة المباريات بشكل سلسل وفي الوقت المناسب حتى لو لم يكن يحضر الجمهور وقتها.
غياب الجمهور أضر كثيراً بخزائن وإيرادات الأندية لذلك رأينا الميركاتو باهت لا يوجد فيه صفقات كبرى من معظم الأندية، وبالتأكيد غيابهم أثر على متعة المباريات والتأثير على الفُرق في الملاعب فهناك فُرق افتقدت لهذه الأصوات التي كانت تشجعها والعكس صحيح.
وشاهدنا كيف ظهر بطل الألماني بايرن ميونخ الذي تعامل مع فترة التوقف بإمتياز و عاد بقوة واطاح بمعظم الفرق وتوج بالألقاب وبأداء مقنع، ونتيجة الفوز ٨-٢ على برشلونة تُعتبر أبرز النتائج في هذه السنة والتي تعتبر اسوأ سنة للنادي الكتلوني إذ عانى فيها كثيراً من ادارته وحتى من بعض لاعبيه الذين يعتبروا منتهيين الصلاحية ويحتاجوا ثورة حقيقي في كل شيء.
عدم تتويج باريس وخسارته لنهائي الأبطال أمام العملاق البافاري يعتبر فشل حقيقي لإدارة الخليفي التي أنفقت الكثير من الأموال من أجل خطف هذا اللقب وفي نهاية الأمر لم يستطيعوا التتويج بها، فربما عليه شراء إنتماء قلوب اللاعبين لناديه قبل الإعتماد عليهم في الملعب ليكافحوا ويقدموا كل ما لديهم في الملعب وهذا الشيء بالتأكيد لا يشترى فهو شيء يُغرز في قلوبهم.
تتويج ليفربول بعد سنين طويلة يُعتبر من أبرز وأهم الأحداث لهذا العام، فرأينا كيف تتدرج المستوى مع كلوب منذ مجيئه للريدز فقد صنع فريق يستطيع تطبيق أسلوبه المفضل ولذلك إستطاع أولاً بالتتويج بالأبطال وبعدها بسنة واحدة توّج بلقب الدوري الانجليزي ولهذا سيكون رمز من رموز النادي هو ولاعبيه الحاليين.
عودة الريال مع زيدان لمنصات التتويج بعد موسم كارثي كان أمر مهم فهو كان رد على كل من شكك وقال بأنها مخاطرة منه وأثبت انه يستطيع التتويج بالألقاب من دون رونالدو وبهذا يُعتبر مدرب كبير ومازال يصنع الحدث مع فريقه حتى الآن.
تتويج اشبيلية في لقبه المفضل يجعل الأمر جميل لهذا النادي الأندلسي الذي مهما غاب عن المنصات التتويج فهو يعود رغم تغيير المدربين وهم يحافظوا على تقالديهم و تحقيق الأهداف التي يخططوا لها من بداية الموسم.
عودة ميلان لصدارة الترتيب الدوري التي لم نراها منذ 9 اعوام فهو شيء مُبشر لعودة الفريق الذي إفتقدته أوروبا كثيراً لكن هل سيستطيعوا الإستمرار حتى نهاية الموسم السنة المقبلة؟! وهو الإختبار الحقيقي الذي سيكون لزملاء ابراهيموفيتش.
وهناك احداث أخرى مثل موت مارادونا الذي فاجئ الجميع وميسي أولهم؛ والأخير الذي يعيش في أيام صعبة مع ناديه ومازال مستقبله غامض حتى الآن، ورأينا كيف أصبح هناك تطور بالقضية ضد العنصرية وتمثيل اللاعبين لحركة لها في كل مباراة ووضع بعض الإتحادات قوانين صارمة يُعرّض اي لاعب او حكم او حتى مدرب ومشجع للعقوبة فهذا لم نراه من قبل، وأخيراً في هذه السنة قد تعايشنا وشاهدنا قصص جميلة وأخرى سيئة ورأينا النجاح والفشل لكل لاعب او نادي لكن الأهم هو الأخذ بالعِبر والتعلم من الأخطاء لتصحيح المسار أو الإستمرار عليه لو كان سليماً.