كريستيانو رونالدو: أصمتوا.. أنا الدون


محمد بلقاسم – أبهر الإنجليز مع “الشياطين الحمر” وتوج هدافاً برصيد 31 هدفا في موسم لا يُنسى، تحدى ميسي وبرشلونة الخرافي بداية العشرية الأخيرة وحصد لقب الـ “بيتشيتشي” 3 مرات، حتى إنه سجل 48 هدفا موسم 2013-2014 في سجل أقل ما يُقال عنه أنه خرافي، والآن أنهى موسمه في “الكالتشيو” هدّافاً، فأعاد الجائزة إلى اليوفي أخيراً، وبات أول لاعب في التاريخ ينجح في الفوز بلقب أفضل هدّاف في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، شرف كبير وإن كان ملازماً لمعاناة يوفنتوس هذا الموسم، غير أنه أثبت أن “الدون” ليس مجرد لاعب، بل هو لاعب برتبة “أسطورة”.
من الغريب أن يقوم البعض بإسقاط فشل اليوفي هذا الموسم أوروبياً ومحلياً بشكل خاص على كريستيانو، فالفوز بلقب “هداف الدوري” في سن الـ 36 وبفارق 5 أهداف عن الدبابة لوكاكو المتوج باللقب رفقة إنتر ميلان، يؤكد أن رونالدو أنهى مهمته الفردية بنجاح، أمّا نجاح الفريق فهو عمل جماعي، ومهاجم في مثل سن البرتغالي لا يستطيع حتماً حمل اليوفي على كتفيه في كل مباراة وسط منافسة شرسة جداً، ورغم هذا يمكن القول أنه حسم الكثير من النقاط لوحده.
من ثنائية روما في بداية الدوري، مروراً بهدف لاتسيو وثنائية كالياري، إلى ثنائية جنوى وهدف فيرونا وهاتريك كالياري، نحو هدفي تورينو ونابولي ووصولاً إلى ثنائية أودينيزي وهدف الإنتر، أهداف كانت تنتظر مساندة دفاعية على الأقل في 5 مواجهات خسرها “البيانكونيري” بحضوره، والتي لم يُسجل فيها الفريق أي هدف ولكنه أستقبل الثلاثية فيها مرتين أمام فيورنتينا وميلان، وأنهزم بثنائية مرة أمام الإنتر وخسر بهدف نظيف مرتين أمام نابولي وبينفينتو، وكما يُقال على لسان ليبي وفيرغسون: “الهجوم يجلب لك الانتصارات والدفاع يمنحك التتويجات”. 
وصنع الحدث طيلة الموسم بأرقامه، ولأنه رونالدو، صنع الحدث أيضاً بجلوسه على دكة البدلاء في لقاء مصيري لـ اليوفي، لقاء دخله بيرلو بثقة كبيرة في الفوز، فيما كان “الدون” يُراقب من مكانه نتيجة نابولي وهيلاس فيرونا باهتمام بالغ يؤكد أن البقاء في الدكة لم يُفرض عليه، وأن التعب هو السبب فعلاً مثلما تحدث المدرب، ويوضح أيضاً أن البرتغالي قد يستمر في تجربته مع السيدة العجوز التي تريد استعادة شبابها مع مخضرم زمنياً وشاب بيولوجياً.
الحديث عن تعب رونالدو يجعلنا نتسائل، هل يستطيع فعلاً اللعب إلى سن الـ 40 كما سبق وصرح؟ الإجابة نعم، ولكن بشروط، فإراحته أمس ما هي إلا تأكيد على تفكير “الدون” في المرحلة القادمة مع المنتخب بمنافسة اليورو، وبعدها سيعود للعمل بنفس الطريقة التي جعلته يكتسب عمراً بيولوجياً أصغر بكثير من عمره الحقيقي، والمعروف أنه كلما زاد العمر “الزمني” للإنسان، كلما كانت “التيلوميرات Telomeres” أقصر، وكلما كانت أقصر كلما زاد التعب واقتربت الشيخوخة، والعلماء يؤكدون أن طول وقصر التيلومير هو أمر يخضع لعوامل كثيرة أبرزها النمط الغذائي، الضغط، التوتر، النوم، التدخين، وحتما الرياضة.
ورونالدو الذي أكد في سنة 2018 قائلاً: “عمري البيولوجي هو 23 عاماً”، هو أحسن مثال عن الرياضي الناجح قبل اللاعب الأنجح، ولهذا فإن تألقه فردياً يبقى مضموناً حتى إشعار آخر، وليس من المخاطرة إطلاقاً تجديد عقده في إيطاليا، كما أنه ليس غريباً أيضاً التعاقد معه في إنجلترا أو فرنسا، فهو يضمن على الأقل 30 هدفا في الموسم، وهو رمز القوة، ولذلك هو “الجاذبية” حسب قانون نيوتن، وأي فريق معه هو أكثر جاذبية دون شك

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *