الفكرة الدفاعية التي أخرجت اسبانيا وأعجزتها




محمد عواد – خرج المنتخب الإسباني بشكل مفاجىء من الدور الأول في بطولة كأس العالم، خسر بـ 5-1 في المباراة الأولى أمام هولندا، ثم سقط باستسلام واضح أمام تشيلي، ليخرج الماتادور بذكريات مونديال 1998، عندما بكت جماهيرهم للخروج المبكر.

المدرب فيسنتي دل بوسكي ارتكب عدة أخطاء اتضحت مع المونديال، فهو اعتمد على لاعبين ليسوا في مستواهم أمثال تشافي وتشابي الونسو وجيرارد بيكيه وبيدرو وتوريس، ولم يستعن بخدمات مبدعين في الموسم الماضي أمثال كوكي إلا في وقت متأخر، واستبعد لاعباً صنع الفارق للريال مثل داني كارفخال الذي ظهر جلياً أنه أفضل من أزبلكويتا.

ذلك من ناحية أخطاء اسبانيا، لكن يجب النظر إلى الطرف الأخر الذي كشف كل تلك العيوب، حيث بات اللعب ضد الإسبان بثلاثة مدافعين يعني مشكلة لهم، فقد فشلوا أمامها اليوم ضد تشيلي، والمرة الماضية أمام هولندا، وعندما واجهتهم بها ايطاليا في الدور الأول من يورو 2012 فرضت عليهم التعادل، وعندما استغنت عن هذه الفكرة تم إذلالها بخسارة ساحقة.

مشكلة دل بوسكي اليوم أنه دخل ضد فريق يلعب بالخطة التي فشل أمامها كثيراً، وشاهد بعينيه فائدتها لكوستاريكا أمام الأرجواي، والمكسيك أمام البرازيل في هذا المونديال، وعرف بأن اقتحام هذه الخطة بمهاجم واحد شبه مستحيل، والتركيز على العمق وهو أسلوب اسبانيا المعتاد يعني الانتحار، لكنه دخل بأسلوبه التقليدي، فسلم خصمه التفوق على طبق من ذهب، ولم يأتِ بإبتكار وهي وظيفته كمدرب لمنتخب فائز بكأس العالم، واكتفى بتقليدية ملفتة وصلت حد تبديل مهاجم بمهاجم في نهاية المباراة.

عيوب اسبانيا كثيرة وظهرت خلال المونديال، وما يزيد جماهير المنتخب المجرد من لقبه حسرة أن الحلول كانت موجودة على الدكة أو في فكر دل بوسكي، لكن لم يتم تطبيق أي منها، فاستخدام كوكي ومهاجم ثان منذ البداية لربما خلق شيئاً مختلفاً، لكن تبقى هي مسألة افتراضات لا أكثر.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *