محمد عواد – صحيفة القدس العربي – فشل المنتخب الروسي بالتأهل إلى الدور الثاني، ونحن كعرب نحمد الله على ذلك لأن نتيجة ذلك كان تأهل الجزائر، خرجت روسيا التي يقودها فابيو كابيلو صاحب أعلى أجر كمدرب في كأس العالم، ليكرر المدرب الإيطالي فشله الذي حققه في مونديال 2010 مع الأسود الثلاثة انكلترا.
الملفت في الأمر، أن كابيلو يقدم تصفيات رائعة، ويخلق فريقاً يرعب الجميع، وفي المونديال يتحول الوحش المصنوع إلى قطة أليفة، وتفشل بترك بصمة، فهو خلال 7 مباريات مونديالية حقق انتصاراً واحداً فقط، ما يؤكد وجود مشكلة لديه.
التقارير الصحفية الصادرة عن معسكرات كابيلو تجعلها تشبه السجن، فالقوانين كثيرة، والتعليمات عديدة، وهو الذي قال عنه كارلو أنشيلوتي يوماً «مدرب غير مريح للاعبين، لا يحب التواصل ولا الكلام معهم»، وبالتالي يمكننا أن نفهم لماذا في التصفيات تكون الامور ممتازة وفي المونديال تنقلب رأسا على عقب.
فخلال التصفيات، يأتي اللاعب لمدة قصيرة ويقيم معه، ليس هناك فرصة للقوانين العرفية، ويعود ويكون دور كابيلو تكتيكيا، وهو في هذا المجال سيد من أسياد كرة القدم عبر التاريخ ولا مجال للتشكيك به، لكن مع مضي الوقت والتواجد في المعسكر قبل المونديال، تكون الفترة طويلة فيبدأ التذمر ويتوتر اللاعبين، وأسوأ شيء للاعب كرة القدم أن يفقد تركيزه بسبب ضغوط خارجية.
كابيلو على الأغلب لن يستمر مع المنتخب الروسي، وسيخسر أجراً كبيراً، وربما يعلن اعتزاله، لكن الغريب جداً أنه وصل سن الـ68 ولم يستطع أن يتعلم من أخطاء بعض أفكاره، فالعبقري كرويا كانت لديه مشكلة دوماً بالتعامل مع النجوم، وإن حقق بطولات كثيرة فهو خسر غيرها بسبب الأسلوب… معسكرات كابيلو سقطت من جديد.