تضحيات يجب أن يقوم بها ليفربول لكي “يمشي” !

محمد عواد – كووورة – تردد جماهير ليفربول كثيراً أغنية “لن تمشي وحيداً”، فالنشيد بات جزءاً من تاريخ النادي ومعلقاً على أبوابه يشير إلى حب وقوة علاقة الجمهور مع فريقه، لكن المشكلة هذه الأيام تتعلق إن كان ليفربول يمشي فعلاً، ثم يتم النقاش إن كان لا يمشي وحيداً بعد ذلك.


بداية موسم مخيبة، رغم أن سوق الانتقالات اتبعت نفس فلسفة المواسم الماضية، صفقات شابة متعددة المراكز تعالج نقاط الضعف، إلا أن إصابة دانييل ستاريدج وتراجع مستوى بعض الأفراد عرقل خطط برندن رودجرز، مما يضع النادي أمام خيارين؛ التضحية للنجاح أو الاستمرار على الوضع الحالي مما يدخلهم في مأزق.
فيما يلي أهم التضحيات المطلوبة:
– التضحية بجيرارد أو هندرسون
قد يصمم البعض على أن المشكلة تتعلق برحيل لويس سواريز كنوع من التحليل السهل، لكن الحقيقة تقول إن نجاح ليفربول الموسم الماضي لم يبنَ حول لويس وإن سجل أهدافاً عديدة، فالإحصائيات أكدت عدم التأثر بغيابه عن اللقاء أو المساهمة بالأهداف هجومياً، لأن النجاح فعلاً تم بناؤه حول خط الوسط وبالاعتماد على إعادة ستيفن جيرارد إلى الخلف ونشاط هندرسون.
هذا الموسم انخفض مستوى الاثنين معاً، ومركزهما يمثل قلب أي فريق، أي أن قلب ليفربول يعاني من ضعف دفاعي وهجومي، ولوحظ تحسن الأداء نسبياً في ظل غياب أحدهما، ليكون رودجرز أمام خيار صعب؛ فالتضحية بلاعب أسطوري مثل جيرارد أو لاعب منتخب وطني مثل هندرسون لن يمر بسهولة في وسائل الإعلام.
جو ألين أثبت في مبارياته مع منتخب ويلز قدرته على القيام بمهام خط الوسط الدفاعي بشكل مميز أي المكان الذي يشغله ستيفن جيرارد، كما أن لاعب باير ليفركوزن السابق إيمري تشان يملك موهبة تحتاج للعب كي تتطور.

– كوتينيو ورحيم لا يلتقيان
مع غياب دانييل ستاريدج فإن وجود كوتينيو إلى جانب رحيم ستيرلينج على أرضية الملعب يعد عبثاً، فالاثنان لا يملكان لياقة الـ 90 دقيقة، ولعبهما معاً يعني الميل للأداء الفردي أكثر من الأداء الجماعي الذي ميز ليفربول، وتراجع المستوى البدني للفريق في النصف ساعة الأخيرة.

ليفربول لديه أسماء قادرة على لعب دور الجناح لكنها تحتاج الثقة مثل آدم لالانا وماركوفيتش، فإن إبقاء كوتينيو غير المساهم دفاعياً على مقاعد الاحتياط قد يكون خياراً حكيماً، يحسن من الأداء الجماعي هجومياً والمجهود الدفاعي كذلك.

والمغامرة برحيم وكوتينو معاً تتطلب الحسم السريع للقاء، فتراجع مستوى جيرارد وهندرسون بات كاشفاً لمسألة إرهاق كوتينيو وكثرة خسارته للكرات، فالبرازيلي يملك موهبة رائعة لكنه يحتاج لمحورين في قمة مستواهما يلعبان خلفه.

– تهديد ديان لوفرين ومورينو
قدم لوفرين أداءً مذهلاً مع ساوثامبتون في الموسم الماضي، كان صاحب مواقف دفاعية حاسمة وهجومية مميزة بتسجيله عدة أهداف، لكن اللاعب الكرواتي يرتكب أخطاء عديدة هذا الموسم في التغطية والتسرع في الخروج من منطقته، وهذا كله يجب مواجهته بتحذير عبر إجلاسه احتياطياً في مباريات مهمة كالتي سيخوضها الفريق الأسبوع الحالي أمام كريستال بالاس أو بعدها في دوري أبطال أوروبا.

ويجب الحذر عن انتقاد لوفرين وعدم التعميم عليه كلاعب لا يليق بليفربول، فمعظم الأخطاء جاءت منه بسبب ضعف المساندة، لكن تحذيره قد يحسن من الأداء ويعالج بعض العيوب.

كما أن البرتو مورينو بحاجة لوقفة معه، فاللاعب تسبب حتى الآن بثلاثة أهداف مباشرة قام بصنعها بنفسه داخل منطقة الجزاء للخصوم، ومع عدم وجود بديل جاهز له وكثرة أخطاء الدفاع فإن التفكير بخوض بعض اللقاءات بفكر 3 قلوب دفاع قد يكون هو الحل لهذه المشاكل.

– تجربة بوريني كرأس حربة وإن كان لدى بالوتيلي بعض الأعذار
من الصعب التفكير بخسارة رحيم ستيرلينج كجناح للعب به كرأس حربة في ظل غياب ماريو بالوتيلي عن التسجيل، لكن المهاجم الإيطالي يملك بعض الأعذار فهو لا يستلم كرات داخل منطقة الجزاء إلا نادراً، وهذا عائد لمشكلة ليفربول في خط الوسط التي أشير لها في هذا التقرير.

لكن وفي حال استمر عجز بالوتيلي عن التأقلم مع النظام الحالي، فإن هناك لاعب يستطيع اللعب كرأس حربة وأجاد الموسم الماضي مع سندرلاند ألا وهو فابيو بوريني، ومنحه فرصة قد لا يكون أمراً سيئاً، لأنه لاعب جائع ويستطيع المحافظة على الكرة وإشغال الخصوم بكثرة تحركاته.

– التنازل عن عقلية صاحب المركز الثاني
أكبر مشاكل ليفربول هذا الموسم أنه يخوض المواجهات بعقلية الكبار، على العكس مما كان يفعله في الموسم الماضي الناجح جداً، ومثل هذه العقلية الهجومية الراغبة بالسيطرة جعلت الفريق يدفع الثمن في مباريات عديدة، وجعلت أفراده أقل جدية وأكثر ارتكاباً للأخطاء.

ويملك ليفربول سرعة قادرة على ضرب أي دفاع يتقدم، ويتقن الريدز الهجمات المرتدة بشكل مميز، لذلك فإن العود لاستراتيجية استقبال اللعب والتضحية بالاستحواذ والضغط بكثافة دفاعية يجب العودة إليها، فاللعب باستراتيجية الضعفاء كان نقطة قوة لا يجب الخجل من استخدامها.

تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *