محمد عواد – كوورة – خطف فريق نابولي كأس السوبر الإيطالي، وذلك عندما هزم يوفنتوس في العاصمة القطرية الدوحة بركلات الترجيح.
اللقاء كان جميلاً على أرض الملعب، وفيه إثارة كبيرة، لكن أول الدروس الملحوظة فيه، انتقاد كثيرين في شبكات التواصل الاجتماعي لحالة الجمهور في اللقاء، حيث ظهر حرص الجماهير على المشاهدة أكثر من التشجيع، ورغم امتلاء الملعب ومنح المنطقة فرصة ذهبية لرؤية مثل هذه القمة عالية المستوى، فإن تحضير روابط جماهيرية وتدريبها قبل اللقاء كان ما يحتاجه هذا العرس الكروي كي يكتمل.
أما فنياً، فظهر نابولي في وجهين، وجه أثناء سعيه لهدف التعادل مرتين، حيث كان بثوب تكتيكي مميز كما هي عادة فرق بنيتيز عندما تكون في يومها، وقدم الفريق أداء فنياً عالي المستوى نتيجة لأسواق الانتقالات التي خاضها رافا بنيتيز بالتركيز على أصحاب الملكات الفنية أكثر من اصحاب القدرات البدنية.
أما الوجه الثاني، فهو الفريق اللطيف قليل العدوانية، رغم أن ذلك يناقض شخصية نابولي التاريخية، وهو أمر ليس مفاجئاً على الفريق منذ العمل على المشروع الجديد.
هذه العدوانية هي ما يفتقره نابولي للفوز بمباريات أكثر حتى عندما لا يكون الأفضل، وهي ما جعلت الفريق يتراجع بعد تسجيله هدف التعادل، فنابولي يملك بنية فنية مميزة، وجودة لاعبين في كل الخطوط، إضافة إلى امتلاكه فكراً تكتيكياً واضحاً لا يتميز به فرق كثيرة من إيطاليا، مع التشديد على أن الدفاع ما زال المشكلة الأكبر لهذا الفريق، وبالتالي كان هذا اللطف سبباً بتعقيد الأمور عليهم.
يوفنتوس، أظهر من جديد مشكلة تتعلق بتغيير طريقة التفكير منذ رحيل أنتونيو كونتي، فبعد دفاعه المبالغ به أمام أتلتيكو مدريد ذهاباً وربع ساعته السلبية جداً في لقاء الإباب أمامه، عاد الفريق ليلعب بعقلية فريق غير متفوق بعد تقدمه، بغض النظر عن اسم خصمه.
وكأن اليجري ما زال يعتقد أنه يدرب كالياري، مما منح نابولي الكرة وخلق عدة فرص حتى سجلوا هدف التعادل مرتين، في حين أثبت لاعبو يوفنتوس أنهم كانوا قادرين على حسم اللقاء بسهولة لو لعبوا بشكل طبيعي بعد تقدمهم، وهذا ما أظهروه من خلال السيطرة المطلقة بعد تعادل نابولي، فهم فريق مصمم للاستحواذ والسيطرة وليس للتراجع ، وهم أعلى جودة من أي خصم في إيطاليا، والمشكلة أن الخطأ تكرر مع التقدم بالهدف الثاني.
يوفنتوس الحالي بالنسبة لإيطاليا، يشبه برشلونة وبايرن ميونخ وريال مدريد بالنسبة للفرق التي يواجهونها في بلادهم، وهذه فرق لا تتراجع بعد أن تتقدم بغض النظر عن ظروف اللقاء، لأنها تملك الجودة وتملك الفكر للانتصار، وهذا ما على يوفنتوس فعله في مبارياته المحلية، واليوم كان واضحاً أن يوفنتوس كلما تراجع كان يتلقى الفرص وليس عندما يهاجم!
ومن الملاحظات المهمة في هذا اللقاء أن فرناندو لورينتي لعب فعلاً، رغم عدم مشاهدته إلا في لقطة نادرة، ولم يتم الاستعانة بموراتا إلا بعد 105 دقائق لعب، كرسالة واضحة من اليجري بعدم إيمانه بالشاب الإسباني حتى اللحظة رغم إسناده له بتنفيذ ركلة ترجيح، بالإضافة إلى أن فيدال لم يستعد قوته الدفاعية التي تميز بها في المواسم الماضية منذ الإصابة، فهذه ليست المباراة الأولى التي لا يستطيع خلالها توفير الدعم للمدافعين في اللقطات الحاسمة كما كان يفعل في الماضي.
وكان بيريرا بمهارته إضافة وفكراً جديداً في الفريق رغم أن دخوله قد يخل بمبادىء العمل الجماعي ليوفنتوس، لكنه يستطيع بفوضويته الإيجابية الإتيان بحلول جيدة مطلوبة، في حين أثبت كارلوس تيفيز وبول بوجبا أنهم من مستوى لا يوجد مثله حالياً في ايطاليا، ويستطيعان ضمان مواصلة السيطرة المحلية بلحظات من التألق خصوصاً مع أخذ قوة شخصية بوفون بالحسبان.
ويؤخذ لرافا بنيتيز تفوقه بتحضير لاعبيه نفسياً بشكل أفضل من اليجري، فتركيز لاعبي نابولي في خط الوسط والهجوم كان أفضل نسبياً، وإن كان هذا التفوق قد تم تغطيته بسبب تفوق يوفنتوس من ناحية الجودة في كثير من الأحيان.
أما نابولي، فمن الواضح أن مشروع تحويله لفريق يلعب كرة جميلة ومتفوقة يحتاج للمزيد من الصفقات في السوق خصوصاً في الناحية الدفاعية حتى يحقق نتائج مستقرة، أما الحارس رافائيل فقدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم حيث أظهر امتلاكه الجودة التي آمن بها رافا بنيتيز مما يعطي أملاً بتقديمه المزيد في المباريات المقبلة، والملفت أكثر أن بدلاء اليوم لم يستطيعوا تقديم كرة قدم مميزة وكانوا حملاً على الفريق بدلاً من العون له، وهي حالة تكررت مع نابولي هذا الموسم في كل لقاء صعب خاضه تقريباً.