أسامة زهير – توج ليونيل ميسي بالكرة الذهبية السابعة في تاريخه وبهذا يكون أول لاعب يتوج بها سبعة مرات في التاريخ، وأشتعل النقاش حول من هو أفضل لاعب في التاريخ، فهناك من يقارنه برونالدو وبيليه وماردونا وآخرين..
لذلك أردت أن أبحث عن الإجابة المنطقيّة في هذا المقال التي تشغل دائماً المشجعين، عندما نقول أفضل لاعب في التاريخ يعني ان أرقامه الفردية قد فاقت جميع اللاعبين على مر التاريخ، فمن رؤيتي لأرقام واحصائيات النجم الارجنتيني في عدد صناعته وتسجيله للاهداف فهي كبيرة جداً بل قياسية فهو هداف التاريخي لبرشلونة والدوري الاسباني، وهو أكثر لاعب سجل هاتريك، وعلى صعيد اخر فهو اكثر المراوغين في العالم منذ صعوده مع برشلونة! هذه بعض أفضل أرقامه تبدو إعجازية لا نقاش فيها والتي تجعل له الأفضلية على باقي الأسآطير على مر التاريخ وبل جعل من الارقام القياسية والجوائز الفردية كأنه امر سهل يُمكن الوصول اليها.
وعلى الصعيد الشخصي فهو لا يخلق مشاكل في الفريق ولا يعترض كثيراً على قرارات المدربين او الإدارة إن كان في المنتخب او في النادي (الا في بعض المواقف الحاسمة للنادي)، موهبة تطورت وانفجرت مع اي مدرب، فكان بالموعد في اي بطولة توج بها الفريق، وحتى انه كان يُساند زملائه الذين يحتاجون للثقة، ومن النادر ان نراه يأخذ البطاقة من الحكام ولا يصرّح تصاريح جدلية تهز استقرار النادي، ويمتلك شخصية هادئة ومرحة و لديه ثقة كبيرة من قدراته المرعبة التي استمرت لكثير من السنوات لامتلاكه الشغف اللامحدود في الملعب، هذا شيء لا نراه كثيراً في الآعبين الآساطير التي يكون غالباً في طبعهم الغرور.
البعض سيقول لي انه لم يفعل شيء مع الأرجنتين و لم يجلب لقب كأس العالم، سأرد واقول لهم ليونيل ميسي اكثر من ساعد منتخبه في آخر السنين فدائماً ما اراه يصنع ويسجل الاهداف وبل يصنع الفارق بمهاراته الفذة ويظهر في الأوقات الصعبة وهو من عاد من اعتزاله قبل فترة وتوج بالكوبا اميركا وهي التي استعصت على المنتخب منذ ٢٨ سنة عندما توجت بها الارجنتين عام ١٩٩٣، والآن لديه الفرصة الكبيرة بجلب كأس العالم في قطر وزيادة ارقامه القياسية في الأعوام المقبلة.
لاعب قاتل مرضه في بداية مسيرته وحمل عِبق النادي على كتفيه وكان مُخلص لفريقه فحتى عندما خرج من برشلونة كان بفشل من لابورتا الذي ظهر كأنه خدع الجميع في حملته لتجديد عقده مع الفريق وكان لأخر لحظة يتأمل أن يُجدد عقده حتى خطفه باريس بعدها.
بالمعنى الآخر ان الأسطورة الأرجنتينية ختمت كرة القدم بعد الإنجاز التاريخي في كل بطولة لعب فيه وايضاً ضد كل نادي كبير لعب امامه، نجم غيّر تاريخ برشلونة بل صنع التاريخ من جديد وسطره بأحرف من ذهب، ربما لم يحلم فيه ولم يتخيله مشجع للنادي الكتلوني من قبل.
وفي النهاية يجب الإعتراف بأن ميسي افضل لاعب في التاريخ مهما كانت ميولنا وتعصبنا ومحبتنا للاعبين الآخرين لاننا يجب قول الحقيقة دائماً، ولإن ما انجزه يعتبر اعجازي بمعنى الكلمة لم ينجزه لاعب من قبل ولن يستطيع نجم في المستقبل الوصول اليه، وفي الأمس كنا نقول الذَهب للاعب من ذهب واليوم اقول ان الذهب لاسطورة من الماس و لذلك لا يستحق فقط ان يتوج بكرة من ذهب بل يستحق تمثال من الماس تشريفاً لما حققه من سحر في مسيرته فلنستمتع بسحره قبل اعتزاله.