محمود وهبي – لم يصطدم المنتخب الألماني باختبارات صعبة عندما واجه ليشتنشتاين وأرمينيا، ولو أن الأخير كان متصدراً للمجموعة قبل لقاء الأمس في شتوتجارت، لكن المانشافت كان يخوض تحديات حقيقية، وبعض عناوينها المرحلة الانتقالية في الجهاز التدريبي، وتحدّي الذات بعد خيبات متواصلة منذ 2018، والوقوف مجدداً بثبات في فترة سريعة.
المؤشرات الأولى بعد مواجهتيْ ليشتنشتاين وأرمينيا هي أن المنتخب الألماني كسب هذه التحديات، وهذا لا يعني أن المنتخب عاد مرعباً كما كان في السابق، لكنه أخذ الخطوات الصحيحة الأولى نحو تصحيح المسار، والسبب الرئيسي لهذه الخطوات هو أن من يقود الحافلة الآن يُدعى هانزي فليك.
لمسة فليك كانت واضحة، لا سيما في الانتصار العريض على أرمينيا، فالمانشافت كان مقعناً وإيجابياً وسلساً ومنضبطاً ومتماسكاً بالصورة العامة، أما عن التفاصيل الدقيقة فحدّث ولا حرج.
فليك استفاد من وجود لاعبي بايرن ليطبّق أسلوبه الهجومي الكاسح المبني على قطع نفس الخصم، وما يُحسب له أنّه نجح بنقل هذا الأسلوب إلى لاعبي الأندية الأخرى، وفي فترة سريعة.
فليك اتخّذ خيارات مفاجئة يصعب على مدرب آخر اتخاذها، في طريقة توظيف اللاعبين تكتيكياً، وفي طريقة تمركزهم وتنوّع أدوارهم، دون أن تتأثر منظومته الواحدة المتحدة.
فليك قدّم عناية خاصة للاعبين يمرّون بفترة صعبة، وعلى رأسهم تيمو فيرنر وتيلو كيرر، وليروي سانيه الذي كان الرابح الأكبر من فترة التوقف، فتحوّلت صافرات الاستهجان التي نالها قبل أيام إلى تصفيق حاد بالأمس.
فليك منح الفرصة للأسماء الواعدة والجديدة، وجميعهم كان مقنعاً ومؤثراً، ومتابع المانشافت بات يدرك أن لهذا الفريق مستقبل جميل مع موسيالا وفيرتز وأدييمي.
النقطة الأهم في بداية حقبة فليك هي عودة الثقة، الثقة التي غابت عن كواليس المنتخب في آخر سنوات لوف، فالمدرب الجديد يثق بجميع العناصر في قائمته، واللاعبون يثقون به كل الثقة، ويشعرون بحماس كبير للعب تحت إمرته.
المشوار أمام المنتخب الألماني ما يزال طويلاً، فما جاء في الأيام الماضية ليس سوى خطوة في رحلة الألف ميل، لكن عصا فليك السحرية تستطيع منح المانشافت لقاح العودة بعد أشهر من الخيبة.