محمد عواد – عديد نجوم كرة القدم نسمع الآن بتورطهم في التهرب الضريبي، ميسي ورونالدو ومورينيو ونيمار وخلفهم ما يقارب 200 لاعب من البريميرليج وحده، جميعهم تم التحقيق معهم أو سوف يتم، بخصوص التهرب الضريبي.
القصة كلها تبدأ مع ما يعرف بحقوق الصور، وهي حقوق دخل اللاعبين من الاستخدام التجاري أو الترويجي لصورهم أو اسمهم، حيث اتبع اللاعبون مهرباً يبدو في ظاهره قانوني لكن تفاصيله أثبتت غير ذلك، لأن الأمر قام على خلق شركة وهمية في مكان معفي من الضرائب، ثم إعطاءها حق بيع الصور، بالتالي تصبح كل حقوق بيع الصور معفية من الضرائب.
الإنسان طماع، هذه اللعبة القانونية بدأت قبل 2008 ولم تثر أي ضجة، لكن اللاعبين تمادوا في استخدامها، فباتوا مستعدين لقبول راتب أقل، مقابل الحصول على حقوق صورهم كاملة أو نسب عالية منها، أي يحصلون على مال أكثر من خلال التهرب الضريبي، في حين تكون الأندية سعيدة بخفض فواتيرها.
القصة الأخيرة في اسبانيا، تردد إعلامياً قبل أعوام أنها بدأت بسبب فاعل خير، وهذا الفاعل على الأغلب حسب ما أكد لي صحفيون عاملون هناك من خلال تواصلي معهم يوم أمس، لاعب أيضاً، تم استقدامه للتحقيق معه قبل وصول القضية لنجم من حجم ليونيل ميسي، فعقد صفقة، يكشف فيها عن تفاصيل اللعبة القانونية، والأسماء التي تنسق المهمة، مقابل أن تنتهي قضيته بصمت، وهذا ما حصل.
فبدأت خيوط اللعبة تتضح للسلطات الإسبانية، وبات يسهل كشف اللاعبين والمدربين الذين يقومون بنفس الخدعة، فتم جلبهم جميعاً، والشرط الوحيد لنجاة أي منهم “أن لا تكون الشركة التي تملك حقوق صورهم مجرد اسم، بل يجب إثبات أنها ليس وهمية من خلال إثبات أن لها أنشطة تجارية مختلفة بعيداً عن أن تكون مجرد شركة يملكها لاعب ويبيع صور نفسه فقط.”
وللصحافة وجهان؛ وجه سيء يهب مع كل فوضى ويخوض مع الخائضين من أجل خلق مزيد من الإثارة، ووجه علمي عملي، يتقدم ويكتب ولو لم يقرأ له إلا قلة، لكنها قلة قد تكون مصدر بداية حكاية، وربما هذا ما فعلته الصحافة الإنجليزية رغم حبها لنسج قصص الخيال في الانتقالات، لكنها لا تفعل ذلك في المسائل الجادة.
فقبل أن تبدأ القضية بالتبلور إعلامياً، كان هناك مقال للكاتب إيان كوي في صحيفة التلجراف مطلع عام 2011، تحدث فيه كيف يستخدم اللاعبون حقوق الصور لخفض ما يدفعونه من ضرائب، مستدلاً بأراء خبراء، ثم انضمت التايمز وديلي ميل ببعض التقارير، التي أبقت الضغط عالياً على السلطات الرسمية، لتتحرك وتعمل بعيداً عن الأفكار البيروقراطية الورقية، لتحصل على حقوق المواطنين وليس الدولة من ضرائب النجوم الأثرياء.
حراك الإعلام هناك، والضغط لرفض أي صفقات مع اللاعبين، جعل ما يقارب 200 لاعب في البريميرليج تحت التحقيق، وبدأ كثيرون منهم بتسوية أوضاعهم ودفع ضرائبهم، وهو مسألة انتشرت تدريجياً إلى اسبانيا، لتدرك السلطات هناك أن لديها الحق بالمطالبة بالأموال، وإن لم يتوقف اللاعبون عن هذا التهرب والاعتراف بما مضى، فعلى الأغلب سنرى الانتشار يصل دولاً أخرى قريباً.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:
سناب شات : m-awaad