بعد تشكيلات المونديال… لا أحد يفهم كرة قدم!


محمد عواد – القدس العربي – تواصل الإعلان عن تشكيلات المنتخبات الرسمية المشاركة في كأس العالم، مفاجأة تلو الأخرى، سارع المحللون والصحفيون لتفسير ما جرى – ولا أستثني نفسي هنا – المدرب البرازيلي استثنى فلاناً وفلاناً من أجل الخبرة، أما المدرب روي هودجسون فهو عبقري راهن على الشباب، في حين أن دل بوسكي مميز لخلطه بين الشباب والخبرة. كل تشكيلة لها تفسير مختلف، وكل قرار من مدرب نبحث ونجد له جوابا، لكن لو جمعنا إجاباتنا ووضعناها بجانب بعضها البعض لضحكنا على أنفسنا، فنحن نناقض أراءنا بشكل غريب حتى نقتنع بالقرارات المتخذة، وتكاد تشعر بأن كل مدرب يفكر بلعبة مختلفة عن الآخر، وفي النهاية سيتعرض معظم مدربي المنتخبات الكبرى للانتقادات، وينجو واحد منهم فقط الذي سيفوز باللقب.


لو فكرت بعقلية دل بوسكي ونظرت لمنتخب البرازيل لشعرت أن سكولاري لا يفهم كرة قدم، ولو فعلنا العكس لسخرنا من دل بوسكي، وتخيلوا لو استخدمنا عقلية هودجسون في فهم يواكيم لوف، واستخدمنا أفكار برانديلي في تفسير استبعاد سمير نصري من المنتخب الفرنسي، لوجدنا أن الجميع لا يفهمون كرة قدم، ونحن أيضاً لو استخدمنا نفس مبدأنا في تفسير كل التشكيلات لأدركنا أننا نغيرها كل لحظة حتى تلائم التشكيلة التالية، وبالتالي نشعر كأننا لا نفهم كرة قدم!.

لا أحد يفهم كرة القدم، جملة صحيحة لو كانت كرة القدم لعبة جامدة، يحكمها فكر واحد فقط، لكن الجميع يفهمون كرة القدم فهم مدربو أكبر المنتخبات، والاختلاف بينهم هو نفس الاختلاف في أوجه الكرة، فكلها زوايا وكذلك اللعب فيها، وكل منهم ينظر إلى الملعب من زاويته الخاصة، وبالتالي لو أبقينا عقولاً جامدة في تفسير اللعبة لقلنا عنهم لا أحد منهم يفهم كرة القدم، وفي الحقيقة لو فعلنا ذلك سنكون نحن من لا نفهم كرة القدم!

كل مدرب مارس حقه باختيار من يريد ومن يحتاج، وللجمهور الحق بانتقاد بعض الاستبعادات التي لا يجد لها مبرراً، الحكم النهائي على صحة فكر كل مدرب نتائجه في المونديال، ومدى حاجته لمن استبعدهم، ولو فشل سيقول له الجميع ‘أنت لا تفهم كرة قدم’!



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *