محمد عواد – كووورة – تتواصل الأنباء القادمة من اسبانيا حول حزن ميسي وعدم ارتياحه في برشلونة، والملفت في الأمر أن الصحف الكتلونية تساهم بهذه الأنباء كنظيرتها المدريدية، وهناك اتفاق شبه واضح بين الجميع أن تصريحات النجم الأرجنتيني لا تهدف إلى الرحيل بقدر ما تهدف إلى أخذ المشاكل الداخلية إلى الصفحات الإعلامية العلنية.
وفي ظل قوانين اللعب المالي النظيف، يدرك ليونيل ميسي أن التعاقد معه عن طريق فسخ عقده (250 مليون يورو) أمر مستحيل، في حين أن بيعه حسب بعض الخبراء بالتوافق بين ناديين فلن يقل عن 150 مليون يورو، وهي أرقام تجعل التعاقد معه عملية معقدة للغاية، وتحتاج لتخطيط ودراسات ومفاوضات لأنها ستكون صفقة العصر بالتأكيد.
وكانت أخر مرة اعترف بها ليونيل ميسي بتفكيره بالرحيل تعود إلى الموسم الماضي، ولم يكن السبب فنياً لأن تاتا مارتينو وظف كل شيء من أجل مواطنه، لكن الصحافة والمصادر المطلعة قالت إن سبب ذلك الحزن والخلافات العلنية عائد إلى الأجر الكبير الذي تلقاه نيمار، مدعوماً بمزايا في العقد جعلته يتفوق من حيث الدخل.
المشكلة السابقة تم حلها عندما جعل برشلونة من الفائز بالكرة الذهبية 4 مرات الأعلى أجراً في عالم كرة القدم، لكن عودتها يبدو لنفس السبب، فحسب مصادر برازيلية وكتالونية فإن نيمار يتفاوض حالياً مع ناديه على رفع أجره، وتمديد مدة التعاقد، وتحسين العديد من البنود، وهناك توقعات بأن يتساوى في الأجر مع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
مثل هذه المفاوضات يعلم بها ليونيل ميسي بالتأكيد، وهناك سبب أخر يزيد من انزعاجه، هذا السبب فني يتعلق بطريقة لعب برشلونة الجديدة، بحيث بات البناء في مسألة التسجيل حول نيمار، فهو الآن متصدر الهدافين في فريق لويس انريكي، وكأن المشاكل المالية لم تكن تكفي ابن الأرجنتين، لتخرج له مشاكل فنية أيضاً.
لم يتغير شيء في برشلونة خلال الأشهر الأخيرة إلا ما يتعلق بنيمار، ومن حق ليونيل ميسي – حسب وجهة نظره على الأقل – أن يدافع عن إرثه الأسطوري في برشلونة، وأن يبقى صاحب المعاملة الأكثر خصوصية لأنه كان الأكثر تميزاً من حيث الأداء والإنجازات عبر تاريخهم، فهو “دي ستيفانو” برشلونة، الذي صحح مسار رحيل دي ستيفانو إلى ريال مدريد في 1953.