محمد عواد – سبورت 360 – يصادف اليوم 20 من مايو (أيار) عيد ميلاد حارس ريال مدريد إيكر كاسياس، والذي تقول أخر الأخبار أنه مستمر في النادي الملكي، رغم القدوم المتوقع للحارس الإسباني ديفيد دي خيا من مانشستر يونايتد.
ولأن كاسياس أسطورة لدى البعض، وكارثة حالية لدى البعض الأخر، فإن كعكة عيد ميلاده التي نقدمها له في سبورت 360 بسيطة … “كلمة حق”.
كلمة حق سنقول فيها ما له وما عليه، أين اخطأ وأين أصاب، وماذا حصل معه بالضبط!
** كاسياس قبل 2012 … لا غبار عليه
قبل عام 2012، وبالتحديد منذ أصبح أساسياً في ريال مدريد حتى نهائي أمم أوروبا 2012، كان إيكر كاسياس حارساً لامعاً لا غبار عليه.
صحيح أنه ارتكب بعض الأخطاء وهذا طبيعي ويفعله أي حارس في كرة القدم، لكنه كان خلف عدة إنجازات سواء لريال مدريد أو منتخب اسبانيا، وحتى في يورو 2012 كان المنتخب على وشك الخروج أمام كرواتيا لولا تألق “القديس” في أكثر من لحظة حاسمة، أهمها تصديه لرأسية راكيتيتش وتألقه لاحقاً في ركلات الترجيح أمام منتخب البرتغال.
حتى انطلاق الموسم الجديد التالي للبطولة، لم يكن هناك أي منطق بطلب حارس آخر غير كاسياس ليحمي العرين المدريدي، لأنه كان مؤهلاً للوقوف في ذلك المكان.
** ضربة معنوية أولى بعد الفوز باليورو
البعض يتحدث دوماً عن أهمية الثقة بالنفس وتأثيرها على أداء كاسياس، ويتناسون لحظة مهمة حصلت في صيف 2012، عندما تم الترويج بشكل قوي من الجانب المدريدي لأن يفوز كاسياس بأفضل لاعب في أوروبا لذلك العام، لأنه ساهم بفوز الفريق الملكي بالدوري وكان حاسماً في يورو تلك السنة.
ما جرى أن إنيستا فاز بالجائزة، لكن من ترشحوا ضده كانوا ميسي ورونالدو كالعادة وحل كاسياس في المركز السادس، وهذه ضربة معنوية محبطة تلقاها الحارس المدريدي، كانت نقطة مهمة في إضعاف حماسه وتركيزه.
** الحرص على مصلحة المنتخب .. قرار صحيح
كان لكاسياس موقف واضح عندما وصل صراع ريال مدريد وبرشلونة لحدود تفوق المعقول من التوتر والتصادمات والحروب الإعلامية، الحارس يمثل ريال مدريد، لكنه حريص على وحدة صف منتخب اسبانيا في آن واحد.
مورينيو لم تعجبه الفكرة هنا، فبدأت العلاقة تتوتر بشكل واضح بينهما، انتقادات أمام باقي اللاعبين، واتهامات بعدم الولاء للفريق، مما سرع من اتخاذ القرار الذي صدم وسائل الإعلام … أدان حارس أساسي بدلاً من كاسياس!
كاسياس لم يكن مخطئاً في قراره، فحتى مورينيو قال في ذلك الموسم عندما توفرت فرصة تدريب منتخب بلاده له “تجري في عروقي دماء برتغالية تمنعني من أن أرفض تدريب المنتخب”، وبالتالي هما على صفحة واحدة من حيث الانتماء للمنتخب، لكن جوزيه نظر إلى المسألة من منظور برتغالي وليس إسباني!
** كاسياس لم يكن الاحتياطي الوحيد في عصر جوزيه
مورينيو اخطأ بحق كاسياس عندما اعتبره خائناً لحرصه على العلاقة الطيبة داخل المنتخب الاسباني، لكنه لم يكن الوحيد الذي أجلسه احتياطياً، فحتى بيبي خسر مكانه في ذلك الموسم لصالح فاران، وكثيراً ما خرج أوزيل بل وسخر منه عندما قال له في غرف تغيير الملابس “هل تعتقد نفسك زيدان؟”.
كثيرة الحروب التي خاضها مورينيو مع اللاعبين في ذلك الموسم، وكثيرون من خسروا مراكزهم الأساسية لبعض الوقت، فراموس غاب عن مباراة مانشستر سيتي المهمة في دوري الأبطال، لكن السبيشل وان ارتكب خطأ فادحاً تمثل بمنحه فرصة لحارس مثل أدان رغم معرفته المطلقة أن كاسياس في أسوأ أيامه أفضل من ذلك الحارس وهو في أفضل أيامه.
** المسألة ليست ثقة أبداً … بل ضياع تركيز
كاسياس استحق الجلوس احتياطياً لو كان هناك بديل أفضل منه في موسم 2012-2013، تلك مسألة يتفق عليها الجميع من عشاق وأعداء، بعيداً عن العاطفة والنظر إلى تاريخه، لكن ما جرى مع كاسياس لم يكن نتيجة لفقدان المدرب ثقته به أبداً.
فهبوط مستواه بدأ قبل جلوسه احتياطياً، ولعل ضربة عدم ترشحه للأفضل رغم الترويج لذلك إعلامياً ساهم بذلك، لكن الخطأ الأكبر من إيكر كان فقدان التركيز على كرة القدم، والاهتمام بأمور أخرى.
اللاعب تحول لشبكة إعلامية أكثر من كونه حارس شبكة كرة قدم، بات تركيزه على ترويج نفسه، وخوض الصراع مع جوزيه مورينيو وحلفائه من اللاعبين، مستفيداً من علاقاته مع صحفيين في صحيفة ماركا بشكل خاص.
لم تعد كرة القدم أولوية لكاسياس في موسم 2012-2013، وهنا أصبحت الأمور خارج السيطرة، له ولمورينيو ولريال مدريد، فخسروا جميعاً.
** سارة وارتباطه معها علانية .. هل هو المسرب الوحيد؟
كثيرون هم اللاعبون الذين يرتبطون مع إعلاميات في حياتهم الخاصة، لكن الوحيد الذي أخذ هذه العلاقة لتكون جزءً من الحدث الرياضي، كان إيكر كاسياس.
باتت سارة أساساً ترويجياً من إنجازاته، ومبارياته، قد تكون هي استفادت الشهرة فتم تسريع خطواتها المهنية، لكنه بات محسوباً عليهاً، فكل كلمة تخرج منها يتم اعتبارها صادرة عن كاسياس، وكل خبر يتسرب، يتم اتهام كاسياس به.
في اسبانيا، التسريب الإعلامي للخطط والأحداث جزء من الحياة اليومية، اللاعبون والإداريون اعتادوا ذلك، فحتى برشلونة تم تسريب خطته وأخباره الدقيقة أكثر من مرة هذا الموسم، وليس لديهم كاسياس، ولكن لأن إيكر ربط نفسه أمام الكاميرات بإعلامية اسمها سارة، أصبح كل تسريب من ريال مدريد مصدره منطقياً … القديس!
هنا اخطأ كاسياس، واهتم بصالح صديقته بشكل أثر على قيمته الاحترافية في أعين الناس والإعلام.
** لاموه على أهم تصدي في تاريخه !
انتفض مدرب حراس ريال مدريد في كلاسيكو الإياب هذا الموسم، عندما سجل لويس سواريز هدف الفوز لبرشلونة، وكان يردد “لماذا لا يستعمل يده!”.
كاسياس ارتكب أكثر من خطأ بهدف برشلونة، وذلك كلام اتفقت عليه جميع وسائل الإعلام، لكن من باب العدل أن نقول “أن هذا أسلوب كاسياس طوال مسيرته”.
أشهر تصدي في تاريخ كاسياس هو تلك اللقطة أمام آرين روبن في نهائي كأس العالم 2010، والتي عندما نشاهدها ندرك بأنه قام بنفس التصرف، بالاعتماد على قدمه بالتصدي والارتماء قبل خروج الكرة، ولو كان روبن أكثر دقة أمام المرمى وذكاءً لسجل تلك الكرة بالتأكيد.
المشكلة الآن، أن كاسياس بات يحاسب بناء عل النتائج وليس على أدائه، فهو مثلا كاد أن ينهي أحلام الفريق بدوري الأبطال الموسم الماضي بخطأ الخروج أمام أتلتيكو مدريد، لكن عند الفوز تناسى الجميع ذلك، وعندما خسر الفريق هذا الموسم تذكر الجميع أن كاسياس يرتكب الأخطاء، وفي ذلك نوع من الظلم.
*** فيديو تصدي كاسياس لكرة آرين روبن ***