مصطفى هادي – يتمتع باير ليفركوزن بسجل قوي في انتاج أفضل المواهب، في هذا المقال سنلقي نظرة كيف يتم إستخدام التكنولوجيا في النادي لتطوير المواهب.
أشتهرت المانيا منذ فترة، بنظامها الجيد لتنمية المواهب في كرة القدم باستخدام مراكز الكفاءة التي تم إنشاؤها في جميع أنحاء البلاد وتحت رعاية الاتحاد الالماني للعبة، سمحت هذه المراكز للموهوبين في اللعب لأندية القرى المحلية للوصول إلى تدريب مؤهل من الإتحاد يوما واحد في الأسبوع، وفي النهاية ليس المنتخب وحده من استفاد بل كل أندية المانيا.
واحد هذه الاندية التي أستغلت هذه المراكز بشكل كبير بتطوير المواهب هو باير ليفركوزن، ومن هؤلاء النجوم كاي هافيرتز، توني كروس، أرتورو فيدال، كيفن كامبل، كريستوفر كرامر و بنجامين هينركس؛ وجميع هؤلاء اللاعبين قضوا سنوات تطويرية في النادي.
في الموسمين الأخيرين ظهر لاعب جذب أنظار كبار القوم في أوروبا جوليان فريتز بعد أن لعب أول مباراة بسن 17 عاما، كذالك هناك دلائل على فائدة النادي من تطوير المواهب هي الرسوم التي دفعها تشيلسي للفوز بخدمات هافيرتز.
أوضح جيلبرت جورجيس رئيس أكاديمية تحليل المباريات في النادي، أن أحد الركائز الأساسية فلسلفة تطوير المواهب لدى ليفركوزن هي التنشئة الذكية، وأضاف على سبيل المثال نحن لا نقول للاعبين ما عليهم فعله بالضبط في كل موقف على أرض الملعب، لكننا نشجعهم على الخروج باجابتهم الخاصة، أعتقد أن هذا النهج أكثر فائدة لأنه يطور لاعب واسع المعرفة و مستقلًا.
يتبنى ليفركوزن نفس فلسفة كرة القدم وينفذ نفس أساليب التدريب من الأكاديمية وصولًا إلى الفريق الأول، والتطوير العقلي للاعب داخل وخارج الملعب يعتبر هوس النادي، يهدف نادي ليفركوزن إلى التأكد أن كل شاب ذو خبرة كافية مع إعطاء أولوية للتعليم، والمثال الأكثر شهرة هي قصة غياب كاي هافيرتز عن مباراة مهمة في دوري الأبطال أمام أتلتيكو مدريد في عام 2016 حيث تزامنت المباراة مع امتحاناته المدرسية.
إن باير ليفركوزن أستفاد من التكنولوجيا بشكل كبير في تطوير الموهوبين، حيث أنها تساعدهم بعرض تحليلات المباراة وأدائهم على اللاعبين من خلال هواتفهم الذكية عندما يكونون في المنزل أو عند نقلهم إلى المدرسة صباحا، ويقضي اللاعبون 45 دقيقة حتى يصلون إلى ملعب التدريب، لذلك يستغلون هذا الوقت في مشاهدة التحليلات ويصبحون أفضل نتيجة لذلك.
يحصل اللاعبون على فرصة لتقييم أدائهم ليس فقط في التدريبات ولكن أيضا أثناء المباريات، يجد المحللون أن من الأفضل مشاركة الأمثلة الرئيسية مع الفريق في الشوط الأول، لأن لديهم بضع دقائق لشرحها لذلك يجب على اللاعبين أن يكونوا جاهزين من الناحية العلمية لفهمها.
وبعد إنتقال كاي هافيرتز إلى تشيلسي، ظهر لاعب شاب أخر ذو إمكانيات كبيرة هو جوليان فريتز، أنضم فريتز الى الأكاديمية في يناير 2020 وتم إستدعاءه سريعا إلى الفريق الأول، محطما الرقم القياسي لهافيرتز كونه اصغر لاعب يلعب في الفريق الاول على الاطلاق بعمر 17 عام و 16 يوما، نشأ فريتز على مقربة من نادي ليفركوزن لذلك كانت أنظار النادي دائما مسلطة عليه، ومنذ انضمامه شارك بحوالي 30 مباراة مع الفريق الأول بعد عام واحد من ظهوره الأول.
وفقا لمسؤولين في النادي مايجعل جوليان مميزا للغاية شجاعته، وظهرت عندما لعب لفريق تحت 19 عام وكان عمره حينها 16 عام وكانت أول مباراة له مع شالكة ولم يأخد وقت طويل حتى أظهر براعته في الكرة فورا.
بايرن ليفركوزن مثال كبير لأي نادي يحاول إنشاء قاعدة والبناء عليها مستقبلا.