مستشار الانتقالات : توران في برشلونة .. المزايا والمخاطر

محمد عواد – سبورت 360 – مستشار الانتقالات، فقرة يومية من موقع سبورت 360 خلال فترة الانتقالات، نناقش فيها أخر أخبار السوق وعلاقتها بالأندية الكبرى في أوروبا.

أصبح الإعلان عن تعاقد برشلونة مع أردا توران مسألة وقت، فكل الصحافة الكتلونية تشير إلى قرب تواجده في النادي من أجل الفحوص الطبية تمهيداً للإعلان الرسمي عن التعاقد مع اللاعب التركي من دون وجود رئيس للنادي.

ولم يكن مستوى أردا توران في الموسم الماضي كما كان عليه الحال في المواسم السابقة، وبالتالي فإن التفكير به لم يأتِ لأنه سجل 3 أهداف وصنع 6 في 38 مباراة خاضها بقميص أتلتيكو مدريد الموسم الماضي خلال بطولتي الدوري و دوري الأبطال، بل لنواحي أخرى.

هناك 3 أمور تميز أردا توران وتجعل التفكير به فكرة جيدة من قبل المدرب لويس إنريكي:

1- تعدد المراكز
يستطيع أردا توران اللعب كلاعب خط وسط هجومي (مكان إنيستا) ويستطيع تقديم شيء جيد في دور راكيتيتش، كما أنه يستطيع اللعب كجناح أيمن أو أيسر في خط الهجوم، وهذه الميزة تجعل من التعاقد معه مهماً لغايات الحسابات التكتيكية وعمق التشكيل.

2- جندي وفي ورابط خطوط
في الموسم الماضي تعاقد برشلونة مع نجم كبير واحد هو لويس سواريز، وأكثر بعد ذلك من اللاعبين أصحاب الجودة لكن ليس النجومية، أمثال ايفان راكيتيتش وجيريمي ماثيو المعروفين بشخصيتهم المعطاءة للفريق.

لويس إنريكي مدرب يؤمن بالروح القتالية، والتعاقد مع توران صاحب الأرقام الدفاعية الجيدة (يفسد ما معدله 3 هجمات للخصم في المباراة الواحدة)، وصاحب الروح القتالية والحماسية يلتقي مع تفكير المدرب الإسباني.

كما أن توران ناقل جيد للكرة، وبالتالي فإن أمر تغذية الـ MSN  سيكون قابلاً للمعالجة في حال واجه انيستا أو ايفان أي مشاكل بهذا الشأن.

3- خبرة كافية في الدوري الإسباني
4 مواسم قضاها أردا توران في الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد، وهي سنوات تجعله عارفاً بخبايا هذه البطولة، وبالتالي فإن اللجوء إلى استخدامه في الجزء الثاني من الموسم في البطولة المحلية لإراحة لاعبين آخرين من أجل الالتزام الأوروبي لن يكون بمخاطرة المداوارة الموسم الماضي، التي تعرض لويس إنريكي بسببها للكثير من اللوم.

الوجه المظلم لهذه الصفقة:

مثل كل صفقة، فإن فيها رهان إيجابي ومخاطر، وبعد أن أنهينا الحديث عن مزايا التعاقد مع توران، جاء الوقت لنتكلم عن السلبيات المحتملة في مثل هذا التعاقد.

** سلبية قيمة إعادة البيع
برشلونة الموسم الماضي تعاقد مع أكثر من لاعب ستكون قيمة إعادة بيعهم منخفضة، مثل لويس سواريز وجيريمي ماثيو، كما أن الحديث عن دفع 35 مليون من أجل توران (28 عاماً) يدخل في نفس الطور.

النادي الكتلوني يفكر حالياً بشكل واضح بالملعب وليس بالتجارة، ويفكر بأن يحقق نجاحات رياضية اعتقاداً منه أنها كفيلة بضمان النجاح الاقتصادي، لكن ذلك يخالف ما جرى في عصر السداسية والديون التي وقعت على النادي بعد ذلك، وكشفتها الإدارة التي خلفت خوان لابورتا.

سيكون برشلونة محتاجاً لتحسين تجاري في معدلات دخله كي يتعامل مع حقيقة أنه بعد عامين أو ثلاثة، سيخسر عدة نجوم من دون دخل كيبر من خلال خروجهم، ومنهم أندريس انيستا ودانييل الفيس وجيريمي ماثيو وربما لويس سواريز (28 عاماً) وأردا توران ذاته.

** عائق ضيق الوقت!
هناك عائق واحد فقط في وجه أردا توران بأن ينجح في برشلونة من الناحية الفنية، وهذا العائق يتمثل بعدم لعبه لمدة أشهر بسبب العقوبة المفروضة على النادي الكتلوني، مما قد يصعب عليه الانسجام مع فريق لا يمنح فرصة أخرى، مثله ككل الفرق الكبيرة في أوروبا هذه الأيام.

فلو بدأ توران نصف الموسم بشكل غير جيد، فلن يرضى عن نفسه، ولن ترضى الجماهير عليه، مما يعني أن الفترة الممنوحة له كي ينجح ضيقة للغاية، على العكس مما ناله اللاعبون الجدد الموسم الماضي، حيث كانت كل الصفقات تتعرض لانتقادات حتى مطلع عام 2015 قبل أن تتحول للعب دور البطولة.

ملخص ما سبق أن توران صفقة تبدو ممتازة من ناحية كروية، فاللاعب برهن على قدرات مهمة خلال مواسمه في أتلتيكو مدريد، لكن وجود مخاطرة ناجم عن تأخر لعبه وتقدم عمره ما زال موجوداً.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *