محمد عواد – كووورة – خرج رئيس مجلس ادارة نادي بايرن ميونيخ الالماني كارل هاينز رومينجه بتصريحات لم تعجب البعض قبل ايام، حيث قال: “نادٍ كبير مثل بايرن ميونخ عليه ان يسعد الناس، ليس فقط سكان ميونخ بل حتى في بكين”. ثم اكد على أنه يريد المقارنة فقط مع ريال مدريد وبرشلونة كنموذج عالمي وليس محلي الطابع.
وشرح اللاعب السابق ورئيس العملاق البافاري الحالي كلامه بالقول: “نحن نشهد اكثر فترة استقراراً في تاريخ بايرن ميونخ، حققنا كل الألقاب، ولدينا لاعبين مميزين ومدرب ممتاز، وطورنا الجانب الاقتصادي بشكل يجعل الآخرين يحسدوننا”.
تصريحات رومينجه، وصفها احد المعلقين العرب في القنوات الفضائية بقوله “فيها من نرجسية الألمان”، وربما يكون على حق، خصوصاً أن رومينجه كان من جيل خسارة “خيخون” الشهيرة نتيجة التعالي امام الجزائر، كما أن تصريحاته عن احراق الغابات الموسم الماضي امام ريال مدريد ما زالت في ذاكرة الجماهير، لكن وكي يستمر هذا الكبرياء فهناك رقم مهم جداً يجب أن يتغير.
هذا الرقم متمثل بدخل بايرن ميونيخ من حقوق البث التلفزيوني المحلي، فهو الموسم الماضي حقق ما يقارب 37.55 مليون يورو فقط من الدوري الالماني، في حين حقق حقق كارديف صاحب المركز الأخير في الدوري الإنجليزي 85.3 مليون يورو، ولكن في الدوري الإسباني رغم أن دخل البث في البطولة المحلية يساوي نصف دخل البث في انجلترا، فإن ريال مدريد وبرشلونة كانوا الاكثر دخلاً في اوروبا كلها محققين ما يقارب 140 مليون يورو لكل منهما، أي اكثر بـ 100 مليون يورو من بايرن ميونخ.
فارق الدخل هذا حرم بايرن ميونيخ، متصدر البوندسليغا من أن يكون في المركز الأول من حيث الدخل، فإن البافاري يحتل المركز الثالث عالمياً في اندية كرة القدم خلف ريال مدريد ومانشستر يونايتد حسب اخر تصنيف معتمد للدخل عن الموسم الماضي، والفارق بينه وبين الملكي المتصدر 60 مليون يورو، لكن مع اعلان الدوري الانجليزي عقداً جديداً من الرعاية بزيادة ضخمة، وتوقع زيادة دخل ريال مدريد وبرشلونة مع استمرار اجتياحهما للشعبية العالمية والاعلامية، الامر الذي سيزيد من المنافسين مالياً للعملاق البافاري، وسيؤدي إلى رفع اسعار العقود واجور اللاعبين.
يحتاج بايرن ميونيخ لأن يقود رابطة الدوري الالماني مستفيداً من نجاحاته وسمعته وتاريخه لتسويق افضل، وتحقيق دخل اعلى للبطولة المحلية ليس له فقط، بل للجميع، ويحتاج أن ينتبه لأن تحطيمه خصومه محلياً لا يفيده، لانه يقلل من شأن البطولة رغم أن فرقه تؤدي جيداً في اوروبا، ولعل هذا ما ادركه هوينيس وقاله لرومينجه: “هل تريد حسم البطولة في شهر يناير؟”. عندما طلب منهم عدم التعاقد مع ماركو رويس.
ما سبق مطلوب حتى يستمر الاستقرار الاقتصادي محلياً وعالمياً كما يريد، لأن فارق دخل 100 مليون يورو مع بعض الفرق في مجال البث فقط، هو فارق يجعل الآخرين دائماً أكثر قدرة على التعامل مع الازمات منه وإن اجاد بايرن في مسألة عقود الرعاية مدعوماً باقتصاد المانيا القوي.