تحليل : من المفترض أن يكون غياب مودريتش أقل تأثيراً عن أول مرة

محمد عواد – كووورة – تعرض نجم ريال مدريد لوكا مودريتش لإصابة في أسوأ وقت ممكن أثناء مواجهة ملقا، حيث أن إصابته التي قالت صحيفة ماركا أنها ستمتد لـ 6 أسابيع بعد الإعلان الرسمي عن إصابته في التواء الركبة، جاءت في المرحلة الحاسمة من بطولة الدوري، وكذلك قبل أيام فقط من لقاء – الثأر – أمام أتلتيكو مدريد في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا.

حالة من الذعر انتشرت بين الأوساط المدريدية، لأنهم يتذكرون جيداً ما جرى منذ خرج لوكا مودريتش مصاباً مع المنتخب الكرواتي، وغاب لأشهر، ليغيب معه اللعب المنظم والأفكار المميزة، ويخسر ريال مدريد عدة نقاط، وعدة مباريات، من دون المايسترو .. كرويف الكرواتي.

لكن المفترض هذه المرة أن لا يكون غياب مودريتش هذه المرة بتأثير إصابته الأولى، وذلك لأسباب عديدة:

– ثقافة المعاناة من دونه ورؤية الفارق عند اللعب معه
عانى ريال مدريد كثيراً خلال غياب لوكا مودريتش، وكان أخر شيء يتوقعه المدرب كارلو أنشيلوتي آنذاك أن يضطر للعيش من دون نجمه الكرواتي لفترة طويلة، وعندما حدث الأمر، فقد الفريق اتزانه، وتباعدت خطوطه، ليتعلم الملكي ومدربه دروساً صعباً بكرة القدم.

في المرة الأولى، كان ريال مدريد يلعب مصدوماً في ظل غياب نجمه الكرواتي، ولم يفهم كيف يجب أن يتعامل مع بعض التفاصيل، وخصوصاً فيما يتعلق بعدم وجود أي لاعب يستطيع الخدمة في مكانه، وجود هذه الثقافة الآن، تجعل الفريق لن يبدأ من الصفر بالتعايش مع الغياب، بل الإكمال على ما سبق.

– خيميس وايسكو وخيسي متواجدون معاً
في ظل فترة إصابة مودريتش عانى ريال مدريد من عدم القدرة على استخدام كل لاعبيه الآخرين، لإصابتهم أيضا!

الآن وإن استمرت الأحوال دون المزيد من الإصابات، فإن إيسكو يستطيع أن يشارك رودريجيز وكروس في خط الوسط، ووجود خيسي يؤمن الغطاء في التشكيل من النواحي الهجومية.

خاميس عاد بشكل ممتاز من الإصابة، حيث يؤدي أدوار تكتيكية وفنية مذهلة، كما أن إيسكو عاد لوعيه بعد إزاحة الهالة الإعلامية من حوله، وبات يحاول اللعب ضمن منظومة أكثر من لعبه للاستعراض وإثبات جودته.

– رونالدو مختلف هذه المرة وكذلك كارفخال
أمر مهم يجب الالتفات إليه يتعلق بمستوى كريستانو رونالدو، اللاعب كان متأثراً في الفترة الماضي من عدة قضايا، منها ما يتعلق بمشكلته مع بيل ومشكلته مع صديقته، إضافة لفرحة الكرة الذهبية.

مؤخراً، عاد النجم البرتغالي لحسه التهديفي وحماسه، وسجل بشكل متواصل، وخلق الفارق الذي أبقى ريال مدريد في المنافسة على اللقب، وكريستانو لوحده يستطيع صنع الفارق لو كان في يومه بغض النظر عن الغائبين.

أما اللاعب الأخر الذي استعاد مستواه مؤخراً فهو داني كارفخال، فاللاعب الإسباني يبدو مستعيداً سرعته، وتركيزه، وهذا أمر مهم خصوصاً في الجهة التي يغيب عنها مودريتش.

– أنشيلوتي مستعد للعب 4-4-2 وارتكب أخطاء بما فيه الكفاية
مؤخراً، عاد المدرب الإيطالي لتجريب خطة 4-4-2، وقد استخدمها يوم أمس أمام ملقا، وخلال الشوط الثاني أمام أتلتيكو مدريد.

تجريب خطة 4-4-2 ليس كفيلاً بحل مشكلة لوكا مودريتش، لكن فيه مؤشر إلى أن أنشيلوتي تحرر من حالة الجمودة التي كان ملتزماً بها، وأنه بات مستعداً لتجريب أشياء جديدة من أجل ضمان بعض النتائج والتعامل مع بعض الظروف.

وأمر مهم أخر يتعلق بالمدرب، ألا وهو ارتكابه أخطاء بما يكفي في عام 2015، ولشخص بخبرة كارلو، فإنه من الصعب توقع تكراره لها.

هل الأسباب السابقة تعد ضمانة؟
الأسباب السابقة كلها تدعو للتفاؤل، لكنها ليست ضمانة أبداً لأن لا يقع ريال مدريد فريسة السقوط بسبب غياب مايسترو الفريق، فالأمر يتوقف على مردود الأفراد مثل ايسكو وخيميس ورونالدو وكارفخال، كما أنه يتعلق بخطوات المدرب كارلو أنشيلوتي للتعامل مع مثل هذا الغياب.

تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *