مروان كريم – منذ قدومه بعد فضيحة لشبونة أمام بايرن ميونيخ، تغيرت العديد الأمور في برشلونة على يد كومان.. تحقيق كأس الملك والمنافسة على الدوري حتى اللحظات الأخيرة، يدل على المنحنى الإيجابي لتطور الفريق في موسم شهد أزمة إدارية هي الأطول في تاريخ النادي.
لكن فشل الفريق في معظم المباريات الكبرى هذا الموسم جعل الأصوات المعارضة للمدرب الهولندي تتعالى مطالبة بتغييره.. فالبعض يجد كومان غير مؤهل لاستكمال مشروع إعادة البناء لموسم إضافي.
لكن الحديث دائماً ما يتجاوز السبب الحقيقي وراء تعثرات الفريق في مواجهة الكبار والتهاون غير المبرر أمام الصغار.. تحميل المدرب مسؤولية كل ما يقع لا يمكن اعتباره منطقياً، خاصة في حالة برشلونة.
كومان لم يتمكن من حصول على صفقات لتحسين جودة الفريق، فالوضع الاقتصادي الصعب وغياب الإدارة جعل الهولندي يتوجه نحو شبان الفريق.. فكان الرهان رابحاً بكل المقاييس.
كما وجد كومان نفسه، كغيره ممن سبقوه، أمام ضرورة التعامل مع مجموعة من الأصدقاء يصعب السيطرة عليها ولا يٌسمح بانتقادها.. فالفريق اعتاد خلال السنوات الأخيرة، ومنذ الموسم الأخير للويس انريكي، على توالي الكبوات وخيبات الأمل.. ليصبح من الضروري طرح السؤال التالي: هل سيعود هذا الفريق للتوهج والسيطرة في ظل تواجد الحرس القديم؟
الجواب المنطقي هو لا.. فتصرفات اللاعبين القدامى تؤكد لنا في كل مرة على ضروروة ووجوب تغيير هيكل الفريق المتهالك ذهنياً وفنياً.
بيكيه يتعرض للإصابة في أربطة الركبة، يغيب لمدة تتجاوز 4 أشهر، ثم يعود مباشرة للمشاركة بشكل أساسي أمام وصيف دوري الأبطال ويزيح عن طريقه من هو أجهز بدنياً ونفسياً، وذلك دون الحاجة لإجراء حصة تدريبية جماعية واحدة.. لتكشف التقارير فيما بعد أنه يواصل اللعب بقطع جزئي في رباطه الصليبي بعد أن رفض الخضوع لجراحة كانت ستنهي موسمه.
أما جوردي ألبا الذي صورته كاميرات النادي منهاراً بالبكاء بعد شوط أنفيلد الأول.. فقد سُمِع في إحدى المباريات في الليغا هذا الموسم من داخل غرفة تغيير الملابس وهو يشكك في فرص فريقه في التتويج.
فيما يواصل سيرجي روبيرتو الاعتماد على لقب إبن النادي لحجز مكانه دخل الفريق مهما ساء مستواه وتطور منافسوه.
لذلك فإن إقالة كومان لن تكون كافية لإعادة قوة وهيبة برشلونة المفقودة أوروبياً، فمهما كان إسم المدرب الذي يعوضه، لن يتغير حال الفريق على أرضية الميدان.. الحل يكمن أولا وأخيراً في مغادرة الحرس القديم وتغيير القيادة داخل الفريق.. بعد ذلك يمكننا أن نناقش إسم أو فكر المدرب.