محمد عواد – أعلن نادي برشلونة يوم أمس عن تجديد عقد ليونيل ميسي حتى عام 2019، التوقعات تقول إن اللاعب الأرجنتيني بات الأعلى أجراً في العالم، وأنه حافظ على حقوق الصور والإعلانات بنسبة 100% على العكس مما حاولت إدارة النادي الكتلوني تحقيقه من المفاوضات الطويلة والشاقة.
ويمكن القول إن تجديد عقد ميسي جاء بسبب الظروف التي يمر فيها برشلونة ويمر فيها ليونيل، فبالنسبة لإدارة برشلونة كان خروج ميسي هذا الصيف يعني نهايتها رسمياً، فبعد فضيحة روسيل واستمرار فريق عمله في الإدارة، فإن خروج أفضل لاعب في تاريخ النادي الكتلوني كان سيجبرهم على الرحيل جميعاً، ويقضي على مستقبلهم في إدارة النادي.
كما أن تراجع مستوى البرسا مؤخراً وخروجه من دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى القلق بشأن مستقبل الفريق والحديث المتداول عن نهاية الحقبة والحاجة لثورة جديدة، هي أمور جعلت النادي يتراجع عن موقفه المعلن بالماضي عبر نائب رئيس النادي للشئون الاقتصادية خافيير فاوس الذي قال في الماضي “لا أعتقد أن هناك ضرورة لتحسين عقد ميسي.”، فكان رد اللاعب الأرجنتيني عليه “لا يفهم شيئا في كرة القدم، يريد إدارة النادي كشركة”.
ظرف أخر أجبر إدارة برشلونة على هذا التجديد وإن حاولت التفاوض بشكل معقد للخروج بأكبر المكاسب، هذا الظرف تمثل بفضيحة عقد نيمار، فالبرازيلي يملك بنوداً تجعله يحصل على أموال طائلة من دون أي تعب، فمجرد قبوله اللعب في أي مركز يطلبه منه المدرب يجعله يحصل على مليون يورو كما كشفت بعض الصحف، إضافة إلى بنود سهلة التحقيق مثل عدد المباريات التي يلعبها وتأهل برشلونة من دور المجموعات في دوري الأبطال مما يجعله في النهاية أعلى أجراً من ليونيل ميسي، وفي ظل إخفاق نيمار بتقديم شيء يجعل الجمهور الكتلوني يؤمن به، فكان لا بد من إعادة التوازن للنادي، بجعل اللاعب الأفضل والأهم الأعلى أجراً، هذا الظرف أشار له يوهان كرويف بقوله “سياسة ترقيع من النادي”.
في الطرف الأخر، لا يمر ليونيل ميسي بأفضل أيامه بالنسبة لمستواه المتميز الذي عود عليه الجماهير، وهو معرض لخسارة الكرة الذهبية من جديد خصوصاً لو فاز كرستيانو رونالدو مع ريال مدريد بلقب دوري الأبطال، كل هذه الظروف لا تجعله يرحل لأنه مطالب باستعادة البريق قبل ذلك.
رحيل ميسي في الوقت الصعب عن برشلونة سيحسب عليه أيضاً، وسيدعم نظرية من يقولون أن فريقه من جعله أسطورة وليس العكس، ويعلم ليونيل ومستشاروه أن الأساطير يرحلون وفريقهم الذي اشتهروا معه في القمة، فلاعب مثل زيدان لو رحل بشكل صامت من دون تألق مونديال 2006 لما كانت له السمعة الحالية، كما أنه سيبدو أمام الجماهير كالهارب الذي ترك الفريق مع أول أزمة، كل ذلك كان سيؤثر كثيراً على أسطورته التي صنعها بإنجازاته وأهدافه، مما يعني أن التوقيت لم يكن مناسباً لأي شيء إلا التجديد بين الطرفين.