محمد عواد – سبورت 360 – حقق يوفنتوس انتصاراً 2-1 لا يعني له شيئاً خارج ملعبه على إنتر ميلان، فالسيدة العجوز ضامنة للقب، ومعنوياتها في أعلى حالاتها بعد إخراج ريال مدريد، ولم يكن هناك شيء ليثبته الفريق الأبيض والأسود.
أما اللقاء بالنسبة لإنتر ميلان، فقد كان مهماً، فهو بمثابة تأكيد التحسن الحاصل منذ شهر مارس بلا خسارة، كما أنه مهم لهم للمشاركة في الدوري الأوروبي الموسم المقبل.
هذا اللقاء الذي خاضه يوفنتوس بنصف قوته وأقل من نصف عقليته، استطاع حسمه بنتيجة 2-1، رغم عدم إظهاره الروح المعروفة عنه في الملعب، وعدم بحثه عن هذا الانتصار، لنقف بعد هذه المواجهة أمام حقيقتين مؤلمتين في كرة القدم:
** يوفنتوس بلا منافس ولا شبه منافس في ايطاليا
اللقب الرابع على التوالي، وانتصارات بالأساسيين والاحتياطيين، بجدية أو بتراخي، وفارق ميزانية وصحة وضع مالي واضح، كل تلك الأمور تؤكد أن يوفنتوس لن يخسر اللقب إلا بأخطائه وليس بعمل الأخرين.
مسألة عدم وجود منافس ليوفنتوس لا تنقص منه شيئاً، فقد أثبت قوته على الصعيد الأوروبي وأغلق أي باب أمام منتقديه الذين يقولون”مجرد فريق محلي لأنه لا يملك منافساً”، فهو الآن في نهائي برلين ويبعد 180 دقيقة عن تحقيق ثلاثية تاريخية.
هذه الحقيقة مؤلمة لعشاق الدوري الإيطالي، بل لعشاق جمهور يوفنتوس أيضاً، الذين بدأوا يفقدون متعة مشاهدة الفريق محلياً مع كل حسم سريع، وينتظرون التحدي الحقيقي الأوروبي من فترة إلى أخرى.
** حسم اللقب المبكر قد يفسد المنافسة العادلة
يوم أمس، دفع يوفنتوس بنصف لاعبيه، ولم يظهر عليهم الجدية والرغبة بالمواجهة، وهذا كاد أن يؤدي لفوز إنتر ميلان باللقاء، وبالتالي التأثير على المنافسة مع فرق أخرى بخصوص الدوري الأوروبي.
لا يمكن لوم يوفنتوس على ما فعله فهذا حقه، لكنها حقيقة مؤلمة في كرة القدم أن ترتيب المباريات بعض الأحيان يخدم فرقاً أخرى، فصحيح أن يوفنتوس انتصر، لكنه لم يكن يبحث عن ذلك، والخطأ كان من الإنتر لأنه لم يستفد من فرصة تقديم البيانكونيري اللقاء له على طبق من ذهب.
الأمريكيون وجدوا حلاً لهذه المعضلة التي نشاهدها في كأس العالم أيضاً مع الجولة الثالثة، فقد بدأوا بنظام التأهيل الذي يضمن عدداً كبيراً من المتأهلين، ثم تكون تصفيات حاسمة، ولعل هذا ما يجعل البطل لديهم والماضين بعيداً في البطولة مستحقين لما حققوه عن جدارة.