محمد عواد – سبورت 360 – يخوض نيمار المباراة الثانية مع المنتخب البرازيلي في بطولة كوبا أمريكا، حيث يعود بذكرياته إلى لحظات مؤلمة عاناها في مونديال 2014 أمام كولومبيا ولاعبه زونيجا.
وبدأ نيمار بطولة كوبا أمريكا بأفضل شكل ممكن، فسجل هدفاً وصنع آخر، ليتحدث البعض مباشرة عن مدى قدرته على منافسة ليونيل ميسي وكريستانو رونالدو للفوز بالكرة الذهبية.
المنطق حالياً، لو أقيم التصويت اليوم، فإن ليونيل ميسي سيفوز بالجائزة الخامسة في تاريخه، وسيكون أول شخص يسلمه رئيس الفيفا الجديد المتوقع الجائزة، لكن هل هناك فرصة لنيمار من خلال الفوز ببطولة كوبا أمريكا أن يخلط الأوراق؟
المسألة ليست إنجازات فقط .. هناك حملات تتم
من الخطأ اعتقاد أن النجاحات والألقاب وحدها تكفي للفوز بالكرة الذهبية، فهناك حملات إعلامية منظمة تتم في الكواليس، ويتم من خلالها نشر المقالات والأخبار والتقارير والتحليلات لتغيير رأي المصوتين حول العالم.
فرانك ريبيري وشنايدر في عامي 2013 و2010 أكبر دليل على أن الألقاب جزء من الحسم لكنها ليست حاسمة في مسألة التصويت، فيكفي أن الهولندي لم يتم اختياره ضمن الثلاثة المرشحين رغم فوزه بالثلاثية ولعب نهائي كأس العالم، الذي كان خلاله تمريرته القاتلة لروبن فأهدرها الأخير.
بالتالي الكلام عن أن فوز نيمار بكوبا أمريكا قد يغير شيئاً ليس صحيح، لكن يمكن القول لو كانت هناك حملات إعلامية بعد ذلك تدعم اللاعب البرازيلي، فيمكن استثمار الفوز ببطولة كوبا أمريكا لخلط الأوراق.
نيمار يستطيع أن يرفع الراية البيضاء لكن لا يستطيع فرض نفسه
كل هذا التحليل ينتهي، لو خرج نيمار في حال تتويجه بكوبا أمريكا وقال “ميسي الأفضل في العالم”،عندها قد يفسر البعض مسألة خوف من الاصطدام بليونيل، ويفسرها البعض الأخر بأنها عقلية احترافية تبحث عن النجاح الجماعي.
بعيداً عن التفسيرات، فإن ذلك التصريح لو صدر عنه، يعني أن نيمار بيده أن يعلن الانسحاب من هذا السباق، وللتذكير الكلام دوماً في حال واصل التألق في كوبا أمريكا وقاد فريقه للتتويج، لكن ليس بيده فرض نفسه كمرشح رئيسي للفوز، لأن الأخيرة تحتاج جهوداً إعلامية جبارة.
البرازيليون محبوبون ونيمار مستفيد من وضع البرازيل
يجب الانتباه إلى قضية مهمة عند التصويت، فقد أثبت كثيرون في الماضي عاطفيتهم عند التصويت، وهذا يظهر جلياً في فئة قادة الفرق المصوتين أكثر من غيرها (في التصويت هناك 3 فئات؛ قادة المنتخبات الوطنية ومدربو المنتخبات وصحفيون).
فئة قادة المنتخبات والمدربين تتأثر أكثر بأجواء الإعلام من الصحفيين أنفسهم، وهنا في حال توفرت حملة إعلامية قوية مع نيمار، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن اللاعبين البرازيليين محبوبون في العالم، فإنه قد ينال أصوات كثيرة من هذه الفئة لتقلب التوقعات.
أمر مهم أخر يجب الانتباه إليه، ليس هناك أي نجم حقيقي في البرازيل إلا نيمار، في حين أن ميسي مثلاً يلعب إلى جانب أجويرو ودي ماريا، وهذا يجعل إنجاز نيمار-لو تحقق –يبدو مضاعفاً واقرب للمعجزة عند استخدامه لغايات الترويج.
برشلونة سيدعم ميسي بالتأكيد
نادي برشلونة كريال مدريد، ينظم حملات دعم غير معلنة لمرشحه من أجل الكرة الذهبية، وهو بالتأكيد سيختار ليونيل ميسي.
اختيار الأرجنتيني يأتي لعدة أسباب، منها أن نيمار ما زال أمامه الوقت الطويل ليحمل الكرة الذهبية عدة مرات، وأنهم يريدون الحفاظ على استقرار غرف تغيير الملابس، كما أن ليونيل ما زال الفتى المدلل لدى جمهور النادي الكتلوني.
وبالتالي، فإن نيمار لن يملك خبرات كبيرة في هذه الحملات كالتي يملكها برشلونة، وسوف يعتمد على الإعلام البرازيلي وكذلك بعض الشركات الراعية له، لتستطيع خلق الفارق من خلال التأثير على الرأي العام في الوقت المناسب.
الأرقام تدعمه .. لكن إنطلاقة الموسم المقبل مهمة
يملك نيمار العديد من الأرقام التي تصلح لخلق مقالات وتقارير ترويجية له في الحملة الإعلامية من أجل الكرة الذهبية، فهو هداف دوري الأبطال المشترك، والمسجل في كل مباراة حتى المباراة النهائية في الأبطال، وهداف بطولة الكأس، وسيضاف إليها قائد الإنجاز في كوبا أمريكا لو تحقق.
يملك نيمار خامة جيدة لحملات إعلامية ناجحة، لكنه بحاجة إلى انطلاقة موسم ممتازة حتى شهر نوفمبر، يبدع من خلالها، ويقوم بالمزيد من حركاته ومراوغاته الغريبة، وعندها قد يستطيع فعلاً الوقوف على المنصة ليشكر زملاءه على دعمهم للفوز بالكرة الذهبية.
ملخص ما سبق:
فرصة نيمار للفوز بالكرة الذهبية ولو فاز بكوبا أمريكا ليست أكبر من فرصة ليونيل ميسي، فالأخير ستبىقى له الأفضلية الكبرى، إلا لو حصل شيء مختلف في انطلاقة الموسم المقبل .. مثل أن يكون نيمار الهداف والنجم الأول، فيقرر الرعاة من حوله دعمه كما يجب لحمل الكرة الذهبية الأولى.
لكن الشرط الأول كي يستطيع نيمار منافسة ليونيل ميسي، هو فوزه بكوبا أمريكا مع البرازيل، وقبل ذلك فليس هناك مجال للحديث عن أن كرة خامسة يتم صقلها الآن من أجل الالتحاق بأخواتها في بيت الأرجنتيني.