محمد عواد – سبورت 360 – حقق اليوفي فوزاً صعباً للغاية على روما بهدف نظيف، ليوسع فارق صدارته إلى 7 نقاط، ويضمن تتويجه “النظري” بطلاً للشتاء.
عندما يتصدر خيالك
لم يقدم اليوفي أي مباراة هذا الموسم سواء في الدوري أو دوري الأبطال، يمكن اعتبارها مباراة مثالية، كما أن تشكيلته الكاملة لم تجتمع إلا نادراً.
رغم ذلك، الفريق يتصدر الآن بفارق 7 نقاط، ويبدو مرشحاً فوق العادة للفوز باللقب من جديد، الأمر الذي يجعلني ألخص الأمر بالقول “عندما يتصدر خيالك”.
عندما يتصدر خيال اليوفي فهذا مؤشر سيء للدوري الإيطالي، مؤشر أن المشكلة ليست فقط اليوفي القوي، بل اليوفي سيء الحال قادر على المضي نحو اللقب ويواصل الهيمنة، ومع تذكر أن السوق الصيفية لم تكن مثالية للسيدة العجوز حيث ركزت على استبدال الراحلين، وتوقع وجود سوق أفضل في الصيف المقبل، فإن هذا يزيد من خطر هذا المؤشر.
اليوم على سبيل المثال، لم يخلق اليوفي الكثير من الفرص خلال الشط الأول، لكن تسديدة ومهارة من هيجواين وضعت البيانكونيري في المقدمة، والتي حافظ عليها حتى النهاية.
تشابهت الأسماء
في الحقيقة، لم يضع اليوفي اليوم 11 لاعباً أساسياً أفضل بكثير من 11 لاعباً وضعهم سباليتي على أرض الملعب.
إصابات ضربت عدة خطوط، والفشل بجلب لاعب يعوض بوجبا في الأيام الأخيرة من السوق، جعلت الجودة متقاربة بشكل غير مسبوق مع روما في السنوات الأخيرة.
لكن اليوفي تفوق في النهاية، لأنه يملك في جيناته الفوز من جهة، ولأنه من جهة ثانية دخل الموسم بهدف واحد فقط؛ الفوز باللقب، في حين أن روما وغيره من المنافسين لا يبدو اللقب هدفهم الوحيد، فهم يرضون في النهاية بالمركز الثاني والثالث.
هذه الرغبة تصنع فارقاً كبيراً، خصوصاً عندما تلعب على أرضك، وهو ما ساعد اليوفي.
4-3-1-2 ..تقييم سريع
راهن أليجري بشجاعة واضحة على خطة 4-3-1-2، وذلك بضغط الإصابات والأداء السيء هذا الموسم.
ميزة الخطة الواضحة أنها تحقق انتشاراً لافتاً في خط الوسط، تمكن اللاعبين من إيجاد زملاء لهم دوماً، وتجعل نقل الكرة في عرض الملعب وطوله أسهل من 3-5-2.
سرعة الصعود، وسرعة افتكاك الكرة، وقتل المساحات في خط الوسط، كلها إيجابيات مهمة.
المشكلة الوحيدة الهجومية بهذه الخطة أن هيجواين وماندزوكيتش معاً يعتبران حملاً عليها، ولا يمكن وضعهما معاً على أرض الملعب في مباريات أخرى صعبة، لأن ذلك قد يكون انتحاراً.
أما دفاعياً، فهناك مخاطرة واضحة بوضع مدافعين تم برمجتهم 5 سنوات على اللعب ضمن 3 قلوب دفاع ليكونوا 2 فقط، وكحسبة بسيطة، لو كان الـ 3 مسؤولين عن 100% فهذا يعني أن كل مدافع عليه 33%، أما الآن فالمدافع مسؤول عن 50%، وهذا ما ظهر اليوم من وجود مساحات مفاجئة في منطقة الجزاء، تحتاج وقتاً للتأقلم عليها.
بشكل عام تحقق المهم من الخطة اليوم، لكن على الأغلب لن تكون الخطة رقم 1 للفريق، فمع عودة بونوتشي سيكون خيار 3-5-2 منطقياً أكثر، لأنها ستحرر أليكس ساندرو وتضمن التماسك في خط الدفاع الخلفي.
لمسات بسيطة خلقت الفارق من أليجري
يمكن القول إن أليجري تفوق على سباليتي ليس بالأداء، بل من خلال النهج الذي أدى إلى الفوز، فكلاهما يحاول القيام بأفضل عمل ممكن منذ بداية الموسم، لكن لمسات بسيطة صنعت الفارق.
تحويل أليجري يوفنتوس من فريق يلعب على الاستحواذ إلى فريق يلعب كرة مباشرة، ومن فريق يلعب تمريرات مؤمنة إلى فريق يلعب تمريرات سريعة فيها مخاطرة إلى الأمام، هي لمسات ساعدته على الفوز.
فمن خلال التحول الأول، احتوى سرعة لاعبي روما في المنطقة الأمامية، وأغلق مساحات خط الوسط التي شكلت أخطر ما لدى الذئاب مؤخراً، وبالثانية أرهق مدافعي روما الذين ظهر عليهم عدم توقع مثل هذا الرتم.
كما أن أوامر الرقابة الفردية واضحة وناجحة من أليجري اليوم، فبيروتي يقف أمامه لاعبين اثنين على الأقل، وناينجولان يتم الضغط عليه حالما يستلم الكرة، ليتم إجباره على تمريرها لغيره.
على العكس من ذلك، وكعادته بحب الاستقرار على تشكيلته وأفكاره، لم يكن لدى سباليتي مدرب روما مفاجآت حقيقية على أرض الملعب، مما سهل مهمة نجاح أفكار اليجري السابقة.
روما حاول ثم خنق ولكن !
لم يكن روما خصماً سهلاً، بل في دقائق كثيرة كان متفوقاً، فرغم لمسات أليجري التي أشرنا لها أعلاه، إلا أن الفريق خلق خطورة واضحة.
بعد المحاولات، دخل اللقاء في طور تفوق روما وخنقه لليوفي أخر 20 دقيقة من اللقاء، لكنه لم يكن يسجل.
المشكلة التي عانى منها روما أنه لم يبتكر، أي لعب بشكل متوقع، في حين كان هدف الفوز لليوفي مبتكراً للغاية.
الذئاب تركوا بصمة واضحة بقدرتهم على المنافسة لأسابيع طويلة، فعدم التسجيل اليوم لا يعني فشلهم، بقدر ما يعني صمود دفاع اليوفي في ملعبه.
دخول صلاح لم يغير شيئاً
لم يتغير الكثير في روما مع دخول محمد صلاح، فالشيء الوحيد الذي يمكن لمسه أن الجهة اليمنى باتت أكثر مبادرة، لكنها مبادرة فردية كان يتم احتواؤها في خط الوسط المكثف الذي وضعه أليجري.
في مثل هذه المباريات، لا يكفي الرهان على الفرديات، فحتى بايرن ميونخ عندما واجه اليوفي اضطر جوارديولا في لقاء الإياب أن يأتي بحلول غريبة وعجيبة ليتأهل بطريقة درامية.
زاد صلاح من سرعة روما، لكن الفرص المحققة داخل منطقة الجزاء لم تكن إلا واحدة من هجمة مفتوحة، في حين أن باقي الخطورة كان من كرات ثابتة.
ماندزوكيتش المدافع!
قدم ماندزوكيتش تضحيات هائلة في لقاء اليوم، فقد كان مدافعاً عند خسارة الكرة، ورأيناه يلعب على الجهة اليمنى ليوفر الزيادة بعد خروج لينشتشاينر ودخول بارزاجلي غير المختص كظهير أيمن.
وقبل ذلك كان ماندوزكيتش مهماً في خلق زيادة عددية بخط الوسط، وهو أمر يكشف عن تغيير كبير في شخصية اللاعب، الذي غادر أتليتكو لانه لم يكن يقوم بهذه الأدوار.
سناب شات : m-awaad