محمد عواد – صحيفة القدس العربي – حقق ملفا قطر 2022 وروسيا 2018 انتصاراً كبيراً من خلال التقرير النهائي للتحقيقات بفوزهما بالتصويت من أجل استضافة بطولتي المونديال المقبلين، ولم يكن هذا الانتصار بالإبقاء على الوضع كما هو، بل أضيفت إليه انتقادات وتوبيخ للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم.
رد فعل الاتحاد الإنكليزي مباشرة كان السخرية من نتائج التقرير، وعدم الاعتراف بنزاهته، مما يجعل التساؤل مشروعاً «هل انتهت الحرب؟».
منطقياً، فإن الحرب مع الملف الروسي انتهت، فالوقت بات ضيقاً لدى الإنكليز وغيرهم لإثارة زوبعة رياضية حوله، فالحرب الأولى استغرقت 3 أعوام حتى الوصول إلى لحظة التحقيق والقرار، وعلى الأغلب فإن الحرب الثانية لن تكون أقصر بل ربما ستحتاج وقتاً أطول، وبالتالي يمكن القول إن فلاديمير بوتين ومن حوله يشعرون بالراحة الآن، ولن يزعجهم أحد.
أما الملف القطري، فهو مستهدف ولن يتوقف السعي لإفساد فرحة المنطقة فيه، فالوقت المتاح يكفي لإثارة حروب جديدة ضده، فكما قال الشيخ تميم آل ثاني لقناة «سي ان ان»: «كثيرون غير قادرين على استيعاب فكرة استضافة دولة صغيرة بالمساحة مسلمة وعربية لكأس العالم»، ومن الواضح أن الإنكليز أكثر غير المستوعبين لهذا الأمر.
ملف العمال في الملاعب القطرية، وبعض الحسابات السياسية والاتهامات لقطر ببعض العلاقات مع جماعات مرفوضة دولياً، ودرجة حرارة الجو في شهر يونيو (حزيران) كلها محاور ما زال يمكن إشعال الحرب من خلالها، وعلى العاملين على الملف القطري أن يبدأوا منذ الآن التحضير لحماية موقفهم، لأن الحرب الأولى كان فيها تأخر واضح بردة الفعل وإن انتهت بانتصار.
ويبقى الأمل بأن بقاء ملف واحد للهجوم عليه أن يؤدي إلى فك التحالف الذي كان ظاهراً بين بعض الدول الطامعة باستضافة كأس العالم، حيث أن الخلافات ستكون على المصالح، لأن الهدف من الأساس ليس تطوير الرياضة العالمية ولا الشفافية، بل هو هدف اقتصادي بحت لتطوير الملاعب والمرافق مستغلين هذه المناسبة، التي ستسدد الكثير من النفقات وجلب الاستثمارات والسياحة.
روسيا كسبت الحرب، لكن قطر كسبت المعركة، وعليها أن تستعد جيداً للمعارك المقبلة كي تحقق المزيد من الانتصارات وصولاً إلى استضافة ستفيد كل المنطقة…استضافة مونديال 2022.