محمد عواد – كووورة – خرج ريال مدريد أمام جاره أتلتيكو مدريد من الدور الـ16 لبطولة كاس ملك اسبانيا لكرة القدم التي يحمل الملكي لقبها، وهو خروج مبكر جدا ومخالف لحسابات النادي الملكي.
ولم يعتبر الميرينغي هذه البطولة مهمة بالنسبة له، لكنه خروجه أثر على حساباتهم من حيث عدد المباريات المتوقعة موسميا، إذ كشفت تقارير سابقة أن فلورنتينو بيريز يضع دور الثمانية كحد أدنى لتحقيقه في هذه البطولة.
خروج رجال كارلو أنشيلوتي أمام محاربي دييغو سيميوني لا يمكن اعتباره جرس إنذار لوجود أزمة، فأتلتيكو مدريد يحمل لقب الدوري الإسباني ووصيف أبطال أوروبا، وينبغي أن يكون الحكم على حجم الروخو بلانكوس الحالي وليس التاريخي.
لكن هناك مشكلة فنية ظهرت في ريال مدريد أثناء مواجهات عقدتهم الجديدة هذا الموسم، هذه المشكلة تجسدت بالإصرار على نفس الاستراتيجية التي لا تعمل، والعناد على نهج ونسق بلا فائدة، مراهناً المدرب الإيطالي بالتالي على جودة أفراده، ومتمنياً أن يكونوا في أفضل مبارياتهم.
هذا العناد السلبي كان موجوداً حتى في نهائي دوري الأبطال، وفي ظل وجود لوكا مودريتش وايسكو والمغادر دي ماريا مما يعني ان المشكلة ليست بالأفراد، ولولا ركلة ركنية في الوقت القاتل لما شاهدت الجماهير المدريدية فريقها بطلاً للعاشرة.
وقد يكون من الغريب على الجمهور هذه الأيام أن يعترف بأن ما احتاجه ريال مدريد هو فكرة طبقها المدرب الذي تعرض لانتقادات كثيرة هذا الموسم، لويس انريكي مدرب برشلونة أثناء الفوز الأخير 3-1 على أتلتيكو مدريد، حيث تعلم من المواجهات الست التي خاضها تاتا مارتينو بلا أي انتصار، حيث فجأهم بشكل جديد ورقعة لعب مختلفة، فاستحق الانتصار عن جدارة.
إن ما ساعد ريال مدريد الموسم الماضي على النجاح كان مرونته التكتيكية والتنظيمية، وسيخسر أنشيلوتي الكثير إن استغنى عن هذه الصفة في سبيل خلق فلسفة لَعِب ثابتة، الأمر الذي يجعل من اللجوء إلى نفس الشكل والتكتيك رغم الفشل مسبقا، مشكلة أكبر من خسارة لقب كاس ملك إسبانيا.