يا لسوء حظي.. لقد وقِعت مع زيدان!


مصطفى محمد – عندما يروض الكرة من الصعب أن تتوقع ما سيفعله، يسبقك بخطوات، أجمع الكثيرون أنه عبقري، موهبته في عقله قبل أقدامه، فعندما تعتقد أنك أغلقت عليه جميع المنافذ سيبتكر طريقة جديدة لإيذائك.
هذا هو زيدان اللاعب ولا يختلف كثيراً عن زيزو المدرب، الذي عندما تتنبئ بموته لا محالة، يظهر لك من حيث لا تعلم، سينهار عليه القارب وستجرفه الأمواج وتقذف به بعيداً ولكنك ستتفاجئ به على شاطئ البحر وقد وجد سبيله للنجاة. 
عندما تظن أنك عرفت واحدة من خططه، يصدمك بخطة أخرى، من الصعب تحليله، كانت كلمات بيب غوارديولا أحد شيوخ التدريب بالأعلى كافية لوصف ما لدى زيدان من حنكة ، واجتهاد في التحضير والدراسة، يحقق أفضل استفادة من العناصر المتاحة بأبسط الطرق ويستعد جيداً لمعاركه الكبرى مما يدفع خصومه بعد مباريات الأبطال للقول بصوت منخفض “يا لسوء حظي.. لقد وقعت مع زيدان”.
حدثنا أليغري في لقاء سابق أن أصعب ما في مهنة التدريب هو إدارة الموارد البشرية وأكد كلامه المدرب الواعد لساسولو روبيرتو دي زيربي عن فن التعامل مع اللاعبين، فكونك مدرباً يجعلك في حاجة للتعامل مع مختلف نوعيات البشر، لأن تكون فيلسوفاً وخبيراً بعلوم النفس والاجتماع ليس لأجل أن تسيطر على المجموعة فحسب، بل لكي تحولهم إلى وحوش تقاتل من أجلك، تختلف أو تتفق مع فنيات زيدان، لكنك لن تنكر أنه مديرا مميزاً، فاز بثقة لاعبيه وأستغل إرثه جيداً في قلعة الميرينغي،  يعرف متى يجب عليه أن يتدخل، وكيف يكتسب فريقه فنياً ومعنوياً شخصية الفوز والقتال، ففي الأوقات الصعبة ستجد إحدى عشر زيداناً على أرضية الملعب، واثقون، هادئون، وفي أقصى درجات التركيز لديهم بمردود خيالي لا يتكرر مع غيره.
زيدان قائد عظيم لا يأبه بالظروف، ولا يعطي بالاً للأعذار، أقلهم إثارة في المؤتمرات، ستجده في أحلك الظروف بابتسامة الواثق، الهادئ، البارد الذي سيصنع العجب ويجد الحل في كل مرة أدركت فيها أن الامر قد أصبح مستحيلا.
زيزو القائد قبل المدرب تحية عظيمة لهذا الرجل ولشخصيته.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *