مصطفى هادي – بصرف النظر عن كونه كان نهائيًا ممتعًا بين قوة النخبة، كان هذا الصدام الضخم أيضًا بالمكائد على المستوى التكتيكي.
بينما تمسك مانشيني برسمه المتغير 334، أختار ساوثجيت تغيير تشكيلته وطريقة اللعب التي استخدمها في نصف النهائي باختياره اللعب بثلاث مدافعين في الخلف مع ترك حرية هجومية لظهيرين تريبير ولوك شاو، لا أحد يستطيع أن يلوم المدرب الإنكليزي على اختياره لكون اللاعبين أثبتوا جودتهم بشكل كبير مع المرونة التكتيكية العالية التي يقدمها أثناء اللعب، وهدف إنكلترا في النهائي كان خير دليل على القدرة العالية التي يقدمانها في الحسم فإنطلاقة تريبير وانتظار شاو الطائر والملوح بيده في طلب الكرة في الجانب الاخر من الملعب كلها ساعدت بنهاية سعيدة في الدقائق الأولى من المباراة.
استقرت انكلترا بعد الهدف، وقامت بفرض نفسها باعتمادها آليات بناء ذكية في اللعب، فكانوا يعتمدون بالبناء على ضغط ثنائي أو ثلاثي في وسط الميدان لإحداث صداع ولاستراتيجية الضغط التي تمارسها إيطاليا.
عند البناء بثلاثة، سيضغط الثلاثي الهجومي لايطاليا على المدافعين مما ستترك مساحات لطرفين تريبير وشاو لبدأ عملية هجومية جديدة وهناك سبب آخر ساعدهم هو تأخر ظهيري ايطاليا بالضغط خوفاً من ترك مساحات خلفهم يستغلها الهجوم الإنكليزي.
و على الرغم من أن ميكانيكية المنتخب الانكليزي ساعدت على كسر خطوط الضغط الأولى للمنتخب الإيطالي، لكنها فشلت باختراق الكتل الدفاعية عندما يحدث التركيب 4-1-4-1.
وأن الجهد المبذول من قبل ماونت وستيرلينغ وكين في العثور على مساحة بين الخطوط أو خلف المدافعين قد تكللت بالنجاح أحيانا ولكن انضباط إيطاليا التكتيكي والعودة بسرعة إلى أماكنهم جعل الحياة صعبة على الإنكليز.
بعد هذه البداية المتعثرة لإيطاليا في إظهار كونها الأفضل في البطولة والتي أستحوذت على الكرة في جل مبارياتها، وامتلاك الكرة كان أحد أسلحتهم الهجومية في البطولة، والمبدأ الأساسي في لعبهم الهجومي وكيفية تحويل الكرة إلى اليسار حين يتواجد في السابق سبيناتزولا وفي النهائي إيميرسون، وبعد محاولات استطاعت إيطاليا أن تنتج 4 ضد ثلاث في الجهة اليسرى، أو بالاحرى ان 44٪ من لعب ايطاليا الهجومي بفضل الجبهة اليسرى وأن الركنية التي حدث من الهدف جاءت بعد عمل الجبهة.
بالاضافة ايطاليا أنشأت بعض النقاط المهمة الأخرى كيف فيراتي وجورجينهو سيغامران في إنصاف المساحات للاستمتاع بحرية أكثر مع الكرة، وتعتبر هذه الخطوة أحد مفاتيح النجاح عندما يسقط باريلا بعيداً عن الكرة ويسحب رايس معه سيترك مساحة في الوسط تستطيع إيطاليا من خلالها صناعة 4 ضد 3 والعثور على جورجينهو أو فيراتي المتوجهون نحو الأمام يمكنهم أن يستخدموا سحرهم في التمرير بين الخطوط لكسر ضغط الخصم والحصول على فرص سانحة.
ومن المؤكد أن الفضل الكبير يعود إلى مانشيني بتأرجح المباراة باتجاه ايطاليا، لكون تبديلاته كانت ذو تأثير كبير وقراره استبدال ايموبيلي ببيراردي وتحريك انسيني إلى الرقم 10 أو بالأحرى مهاجم وهمي يقع على عاتقه مهام الرقم 10 سمح له بالارتباط بين الخطوط بشكل ذكي وسريع بالاضافة ساهم بإخلال توازان الدفاع الإنكليزي بسبب اللا مركزية لبيراردي وكييزا.
وبعد سيطرت ايطاليا المستحقة وتسجيلها هدف التعادل، استجاب ساوثجيت في النهاية واعاد ترتيب أوراقه بإدخال بوكايو ساكا الذي حولهم الى 4-3-3 على أمل العثور على مزيد من الإستقرار والذي نوعا ما أوجده.
ولكن لم يتم الفصل بين الفريقين إلى في ركلات الترجيح والتي أبتسمت لإيطاليا بطل اليورو المستحق.