ماهي المعضلة الحقيقية لتجديد عقود اللاعبين؟


أسامة زهير – في أخر السنوات أصبحنا نرى حالات إختلاف كثيرة بين اللاعبين والأندية في تجديد عقودهم، فتارة نرى ميسي لا يريد تجديد العقد وفي مدريد تخرج أخبار أن راموس أصبح حر وبإمكانه مفاوضة أي نادي أخر وحتى في فرنسا هناك نجم واعد مازالت إدارته لم تستطِع إقناعه لتجديد عقده.
فما هي المشكلة الحقيقية لرفض تجديد العقود من اللاعبين؟ هل هو طمع من اللاعبين برفع مرتب ام تقشف من الأندية بعدم رفعها لراتب مقنع لكل لاعب؟ ام هنالك أسبابٌ اخرى؟
الحقيقة أن كل لاعب تختلف مشكلته وخلافه مع ناديه فمثلاً سيرجو راموس الجميع يعلم انه يحب مدريد كثيراً ورحيله ليس بالأمر السهل، وهو يعلم ايضاً أن قيمته كبيرة في الفريق وبيريز لن يستطيع تعويضه بسهولة حتى لو أتى (الآبا كما ذكرت الصحف) ولذلك يتدلل على بيريز ويريد راتب يشعره بقيمته في الفريق.
أما بالنسبة لميسي فالأمر مختلف تماماً لأن الهدف من عدم تجديد عقده هو ترك الأمر مفتوح حتى يعلم ماهو مشروع الإدارة الجديدة، لأنه يخطط لمستقبله فهو حالياً لا يعجبه حال الفريق ابداً ويريد أن يكون مع فريق يجهزه نفسياً ومعنوياً قبل بدء كأس العالم.
أما مبابي فالأمر واضح جداً فأصبح يعرف أن مصلحته خارج الفريق الفرنسي إذا أراد الوصول للقِمة والتتويج بالبطولات والجوائز العالمية، وعدم تجديده للعقد حتى الآن هو تسهيل لخروجه، لأنه يعرف أن قيمته السوقية سترتفع إذا جدد عقده وهذا سيعرقل رحيله في المستقبل القريب، وبالتأكيد هناك إدارة تتفاوض معه وتضمن له الإنتقال بشكل أسرع عندما يتبقى لعقده سنة واحدة أو حتى رحيله مجاناً.
عادة في كل فترة من السنوات يأتي الميركاتو في الوقت الذي تكون فيه الأندية تخطط لثورة في تجديد الفريق فاللاعب يعلم احياناً مصيره قبل فترة فيذهب ويفاوض الأندية الراغبة به أو حتى يعرض نفسه على أندية أخرى يحلم بالدفاع عنها، ومع أزمة كورونا أصبحت الأندية تقتصد في صرفها على التعاقدات والمرتبات ولذلك لا نسميه تقشف بل لموازنة الدخل وبنفس الوقت هو ليس طمع من اللاعبين فهم قدموا ما لديهم في الملعب، والنجوم الصغار يخططون للمستقبل القريب.
على عكس اللاعبين الذين وصلوا لسن متقدم وما زالوا يريدون مرتب أعلى فالهدف هو جني الأموال قبل الإعتزال لأنهم يرون اللاعبين الذين من قبلهم قد أفلسوا وكانوا نجوماً، ولا ننسى أن مثل هؤلاء النجوم مصاريفهم مرتفعة في حياتهم الخاصة، لهذا هم يخططون لمرحلة ما بعد الإعتزال.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *