محمد عواد – كووورة – حقق منتخب هولندا انتصاراً مهماً بنتيجة 5-1 على حامل اللقب الإسباني، ضارباً بكل التوقعات قبل المباراة عرض الحائط، حيث كان الماتادور المرشح للفوز في مباراة اليوم، لكن مجريات الأحداث صنعت الفارق.
لويس فان جال الساعي لغسل عار عدم تأهله إلى مونديال 2002 لعب اليوم بعقلية القناصين، فركز على نقاط ضعف خصمه وضربهم من خلالها، فالهدفان الأول والثاني نسخة كربونية وإن اختلفا بالتنفيذ؛ ضرب بيكيه بكرة عالية واستغلال سوء تغطية راموس، وفي المرتين كانت النتيجة أهدافاً، وفي المرة الثالثة كانت كثافة عددية في الكرات الثابتة مستغلا حقيقة ضعف الفريقين الأساسين للمنتخب في هذه الناحية؛ ريال مدريد وبرشلونة… وما بعد ذلك كان نتائج ما سبق.
أما نظيره فيسنتي دل بوسكي فارتكب أخطاء تقليدية ساعدت الهولنديين على العودة رغم التأخر بالنتيجة، فهو عرف بأن منتخبه يعاني عندما يلعب بأسلوب الاقتحام من العمق أمام خط دفاع مكون من 3 قلوب دفاع، الأمر الذي نتج عنه عزل خطورة فريقه حتى تقدمت هولندا ليحاول تدارك الأمر محاولاً فتح الأجنحة في وقت متأخر.
الخطأ الثاني المكرر لدل بوسكي هو الإصرار على اللعب بثلاثية سيلفا وتشافي وانيستا التي لم تنجح إلا في مرات نادرة للغاية، وأما الخطأ الثالث فاستمرار أفكار قائمة على المجاملة أكثر منها على الأداء، فليس هناك أي منطق بتفضيل بيدرو على كوكي، ولا حتى بإبقاء تشافي في أرض الملعب ولا التأخر بإخراج سيلفا.
أمور مهمة أخرى عن المباراة:
– من الواضح جداً أن اسبانيا لعبت بذهنية غير مستعدة للقاء، وكأن الفريق بدأ يعتاد على البدء بشكل سيء، وكأن الفريق اعتقد بفوزه فلعب متراخياً فدفع الثمن.
– هولندا لعبت بالتزام تكتيكي لم تعرفه منذ مونديال 1998، التزام تكتيكي مميز للغاية قد يكون هدية فان جال قبل رحيله.
– اسبانيا لم تكن مشكلتها في الأمام بقدر ما كانت مشكلتها في الخلف، سواء من حيث صعود الاظهرة بالكرة ولاعبي خط الوسط في العمق أمثال الونسو وبوسكتش وتشافي، التبديلات كانت يجب أن تكون هناك.
نتيجة 5-1 ليست سهلة أبداً بين فريقين كبيرين، لا يمكن تفسيرها بسبب واحد، ولا يمكن اعتبارها نتيجة قوة طرف واحد، وإنما هي التقاء عمل رائع من طرف مع عمل سيء من الطرف الأخر.