محمد عواد – كووورة – حقق ريال مدريد فوزاً مهماً وإن كان متوقعاً على ضيفه ديبورتيفو لاكورونيا بهدفين نظيفين، وجاء هذا الانتصار قبل مواجهة شالكه في ذهاب دور الستة عشر من دوري الأبطال.
الدقائق التسعون التي لعبها ريال مدريد اليوم كشفت عن عدة أمور أيجابية، أهمها أن الفريق الملكي أثبت إدراكه لوجود مشكلة، بعد مرحلة طويلة من إنكار كارلو أنشيلوتي واللاعبين لذلك، سواء بالتصريحات أو بالأسلوب على أرض الملعب.
ريال مدريد أظهر اليوم إدراكاً للوضع الحالي، فلعب برتم ابطأ من ذي قبل مما يلائم الوضع غير الطبيعي الذي يمر به كريستيانو رونالدو وجاريث بيل، إضافة إلى أنه هجومياً لم يكن يعتمد على لاعب بذاته، بل كانت الأولوية لنقل الكرة إلى منطقة جزاء الخصم بغض النظر عن الناقل.
إيجابية أخرى ظهرت في لعب الرباعي الهجومي (بي بي سي وايسكو) كرة جماعية بسيطة، بعد أن كانت الفردية والاستعراض سمة غالبة في عام 2015، والعودة لهذا النوع من اللعب الهجومي الجماعي السهل يمثل دوماً نقطة قوة لريال مدريد.
ومن الإيجابيات أيضاً في لقاء اليوم بدء لوكاس سيلفا مسيرته مع ريال مدريد، الأمر الذي سيزيد من عمق التشكيل ويعطي كارلو أنشيلوتي خيارات أكثر، وإن لم يملك البرازيلي وقتاً كافياً لإظهار ما لديه فإن كثيرين متفائلون بما يستطيع تقديمه.
أما القلق فهو واجب قبل مواجهة شالكه، والاعتماد على نتيجة الموسم الماضي لن يكون أمراً حكيماً، لأن الفريق الألماني يخوض المواجهة ببعض الأسماء الجديدة ومدرب جديد هو روبرتو دي ماتيو.
شكل دفاع ريال مدريد ونهجه يبدو العامل الأكثر مدعاة للقلق، فعدم عودة الثلاثي الهجومي وتأخر عودة ايسكو، يجعل دفاع الفريق الملكي في مهب الرياح أمام فريق يملك مهارات هجومية، فالتخلص من أي مدافع يعني مساحات كبيرة قد تتحول إلى أهداف.
ويبقى التركيز السيء وخسارة الكرات السهلة في كافة الخطوط من أهم سلبيات ريال مدريد في عام 2015، واليوم شهد لقطات توضح المسألة ابتداء من كاسياس وانتهاء برأس الحربة كريم بنزيما.
الأمر الثالث الذي يدعو للقلق رغم انتصار الملكي هو كفاءة خط الوسط دفاعياً وهجومياً، فدفاعياً ما زالت المساحات في ظهره أمام خط الدفاع، وهجومياً يستمر تأثير لوكا مودريتش بشكل واضح، حيث أن الثلاثي ما زال غير قادر على أن يكون نقطة ارتكاز دائمة لصنع الهجمات.