محمد عواد – سبورت 360 – يستهل نيمار ورفاقه بطولة كوبا أمريكا، رافعين شعار “مسح العار” بعد ما جرى في كأس العالم 2014 أمام المانيا، وهي انطلاقة تبدأ من منتخب بيرو.
وربما لا يعتبر منتخب بيرو قوة حقيقية حالياً، لكن المنتخب الذي حمل لقب كوبا امريكا مرتين (1939 – 1975)، يعد نقطة سوداء في تاريخ البرازيل من عدة نواحي.
أشهر ما يتعلق بمنتخب بيرو ما جرى في كأس العالم 1978، فخلال دور الثمانية الذي كان يقام على نظام مجموعتين يتأهل بموجبها المتصدر إلى المباراة النهائية، وقعت البرازيل وبيرو وبولندا والأرجنتين في نفس المجموعة.
البرازيل تعادلت مع الأرجنتين سلبياً، وجاء موعد المباراة الأخيرة حيث تتصدر البرازيل بفارق الأهداف بعد فوزها 3-1 على بولندا و3-0 على بيرو، في حين كانت الأرجنتين قد هزمت بولندا 2-0 حتى تلك اللحظة، وباتت بحاجة لفوز 4-0 أو أكثر كي تتصدر وتخوض المباراة النهائية.
بيرو خسرت المباراة الأخيرة أمام فريق يقوده الهداف كمبيس 6-0، ليتهم الإعلام البرازيلي آنذاك حارس بيرو بالتآمر، لأنه ولد في الأرجنتين، في حين ادعت وسائل إعلام بريطانية وجود حوالة مالية كبيرة تم إرسالها للبنك المركزي البيروفي من حكومة الأرجنتين.
تلك مؤامرة غير مثبة تورطت فيها بيرو، لكنها تورطت بشيء نزيه 100% وتسببت من خلاله بحرمان أسطورة البرازيل رقم 1، والكلام عن بيليه من الفوز بكوبا أمريكا.
ذلك كان في بطولة كوبا أمريكا 1959، وهي البطولة الوحيدة التي شارك فيها الجوهرة السوداء، حيث فرضت على السامبا التعادل، لتذهب البطولة إلى الأرجنتين بفارق النقاط، حيث كانت تقام على شكل بطولة دوري مجمع.
وفي عام 1975، أخرجت بيرو نظيرها البرازيلي من نصف النهائي، عندما هزمته في ملعبه وبين جماهيره 3-1، ثم خسرت في معقلها 2-0، لتتأهل بفضل القرعة بالقطعة النقدية، وتحمل اللقب لاحقاً، وتبقى عالقة في أذهان البرازيليين أن قطعة نقدية حرمتهم من البطولة!
البرازيل تتفوق بشكل كبير في المواجهات المباشرة مع بيرو، فقد هزمتها مرتين في كأس العالم، وأخر مرة فازت فيها بيرو خلال بطولة كوبا أمريكا على السامبا تعود إلى عام 1975، لكنها رغم ذلك فرضت اسمها في تاريخ السامبا، بلون أسود يختلط فيه بعض الألم والجدل، فقطعة نقدية ومؤامرة وحرمان جوهرة تكفي لتبقى دوماً بيرو في ذاكرة الكرة البرازيلية.