لماذا يتألق الأفارقة في مونديال الناشئين ثم يفشلوا؟

محمد عواد – سبورت 360 – حققت نيجيريا كأس العالم للناشئين لعام 2015، وذلك بعد فوزها على ابنة قارتها مالي، في نهائي أفريقي خالص، يوضح مدى سيطرة القارة السمراء على هذه البطولة.

البطولة السابعة لقارة أفريقيا في مونديال تحت 17 سنة، مقابل 3 لكل من أوروبا وأمريكا الجنوبية، ليظهر جلياً أن الأفارقة الذين لم يلعبوا أي نصف نهائي في تاريخ كأس العالم للرجال، يسيطرون بشكل كامل على هذه البطولة، فما الذي يتغير؟

قرارات احترافية مستعجلة وأقل حظاً
ما زلت أذكر جيل نيجيريا الذي حمل كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة عام 2007، كان الحديث يومها عن النيجيري ماكولي كريستانتوس، الذي فاز بجائزة الهداف وثاني أفضل لاعب في البطولة بعد توني كروس وقبل بويان كركيتش.

ماكولي انتقل بعدها مباشرة إلى هامبورج، وهناك عانى الأمرين، ومر بفترة احترافية سيئة حتى انتهى هذه الأيام لاعباً مع إيك أثينا، في حين أن الأسماء المذكورة أعلاه تم منحها فرص أفضل للاحتراف.

الخطر الأكبر على هؤلاء الناشئين أنهم بمعظمهم أبناء أندية محلية، وبالتالي يسهل اصطيادهم من فرق أوروبا العادية قبل الكبرى بسبب الوعود بتحسين ظروف الحياة، ومن هنا تبدأ مقصلة اللاعبين الأفارقة بسبب قلة الخبرة الاحترافية مع قرارات سيئة أو استغلال وكلاء أعمال، في حين أن القارىء بالأسماء الأوروبية المتألقة في هذه البطولة يجد أن طريقها كانت أسهل للفرق الكبرى.

توني كروس – منتخب المانيا تحت 17 سنة

كرة الناشئين أقل تكتيكاً .. المسألة أكثر بدنياً
تتفوق أوروبا وأمريكا الجنوبية على باقي القارات في مسألة امتلاكهم الموهبة الممزوجة مع علم كرة القدم التكتيكي وتفاصيله، لكن هذا التفوق يختفي في مسألة كرة الناشئين، حيث يكون الانضباط أقل، ويكون الاعتماد أكثر على اللياقة والقوة البدنية والمهارة، وهنا يبرز الأفارقة بكونهم الخيار الأكثر اكتمالاً بسبب طبيعة البيئة التي نشأووا فيها.

ولا بد من تذكر أن بنية الأفريقي أسرع نمواً من غيره، وبالتالي في مثل هذا العمر، يكون أقرب جسدياً لقوة الرجال الناضجين، مقابل أجسام أضعف.

الأفريقي الناشىء أقوى شخصية وأكثر جوعاً
وتعتبر قوة الشخصية في كرة القدم من أساسيات النجاح لأي فريق، والطفل الأفريقي يكون عادة أقوى شخصية وثقة بنفسه من الطفل الأوروبي بالتحديد، فالأول ينشأ معتمداً على نفسه وفي ظروف أقل رفاهية، في حين أن الآخر يجد حقوقه مضمونة منذ الطفولة.

قوة الشخصية يضاف لها عنصر الجوع من أجل الخروج إلى أوروبا، ففشل لاعب أفريقي يعني معاناته في بلاده النامية، في حين أن نجاحه يعني خروجه إلى أوروبا حيث مستوى معيشة أفضل، في حين أن فشل ناشىء أوروبي إما يدخله بأكاديمية أفضل لتطويره، أو يرحل عن اللعب ليعمل في بلاده.


الجيل الأوروبي يكون في طور مختلف
هناك فرق كبير بين إنشاء لاعب وإرسال لاعب إلى الملعب، التفكير في أوروبا يكون في هذا السن على صقل اللاعب وتجهيزه لمرحلة الاحتراف وتمثيل المنتخب الأول.
لذلك، يتم التعامل مع مونديال الناشئين على أنه مرحلة وليس نتيجة، في حين يكون عكس ذلك بالنسبة للأفارقة.
بطولة بلا ضغوط
يظهر فارق آخر بين كبار كرة القدم التقليديين والفرق الأخرى من تحمل الضغوط النفسية المحيطة، وفي بطولة كأس العالم للناشئين يكون الاهتمام الإعلامي المحلي والعالمي أقل، الأمر الذي يجعل الضغوط أقل.
فالإعلام الأفريقي لا يهتم بمنتخب بلاده بالناشيئن إلا لو تقدم في البطولة، تماماً كما يحصل مع إعلامنا في المنطقة، ولكن في مونديال الرجال يبدأ الضغط كبيراً.

هدف واحد!
من غير المنطقي نسيان سبب أساسي في تذبذب مستوى منتخبات أفريقيا مع تقدمها بالعمر، فدائما كان اتهام اللاعب الأفريقي بأنه غير منتمٍ بشكل كامل إلى بلاده، وكان مثال منتخب الكاميرون في مونديال 2014 واضحاً للجميع.

في هذا السن، يكون جميع اللاعبين مشتركين بنفس الهدف، الفوز من أجل جذب الانتباه، في حين ما إن يتقدموا بالعمر وتتفرق المسيرة، يظهر من يتهرب ومن لا يكترث، لأن مسيرته الاحترافية في أوروبا هي التي تؤمن له حياة أفضل وليس بلاده.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *