في حب الحارس عطية.. لأننا جميعنا ناقصون.


سعيد خليل – يعتقد الناس أنه يصبح من حقهم تصنيف الآخرين من أبناء جنسهم ومعايرتهم بكل ما يحلو لهم، فقط إذا قالوا أنهم “يمزحون لا أكثر”، وكأنَّ هذا يعفيهم من كل الضوابط الأخلاقية التي تجعلهم كلهم سواسية، دون أن يكون من حق أي أحد التقليل من الآخر بحجة أنه “يمزح”، ولو كان يمزح فعلاً.
يظن الناس أيضًا أنَّ الجموع تلغي طبيعة الفعل التي تمارسه، فلو كان الفعل خاطئًا، ولكن يمارسه الألاف، يصبح بهذه الحالة فعلًا طبيعيًا، أو أنهم في أسوأ الأحوال لا يستحقون اللوم إذا مارسوه، نظرًا لأنهم ليسوا وحدهم، وهنا تكمن المشكلة، لأنّّ لو نظر كل واحد فينا إلى نفسه، لتقلصت هذه الجموع بسهولة، ولبقيَّ كل الذين يتفاخرون بممارستهم للفعل، وحدهم يشعرون بالخزي، فيتوقفون هم بدورهم، نظرًا لأنهم يصبحون في هذه الحالة “الاستثناء”.
لا تسمحوا لصفحات السوشال ميديا أن تجعلكم تعتقدون أن الاستهزاء بشخص آخر فقط بسبب شكله وهندامه هو أمر طبيعي، لا تسمحوا لأنفسكم بكتابة بضعة كلمات ساخرة على صفحاتكم فقط لأنكم تريدون جمع بضعة تفاعلات، لا تسمحوا لأي شيء أن يقف بينكم وبين فطرة الإنسان السوية، وتذكروا أننا جميعنا ناقصون، والكمال لله وحده.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *