تواصل قضية مدرب يوفنتوس، أنتونيو كونتي، السيطرة على عناوين الصحافة الإيطالية، فالمدرب أعلن بوضوح أن لديه مطالب سيرحل إن لم يتم تلبيتها، وتسارعت الأحداث حتى صدم كونتي الجماهير يوم أمس بتصريح خطير رغم الاحتفال بهزيمة روما في ملعبه قائلاً “إن هذا الفريق يستطيع أن يكون في دور الثمانية من دوري الأبطال، أو قبل النهائي من الدوري الأوروبي”.
وكان كونتي قد قاد يوفنتوس هذا الموسم للتتويج بلقب الدوري الإيطالي للموسم الثالث على التوالي منذ توليه المسؤولية في عام 2011.
تصريحات كونتي تأتي بعد إعلانه بأن الجماهير لن ترضى عن عدم تحقيق لقب دوري الأبطال في المواسم القليلة المقبلة، لكنه أوضح عدم قناعته بتحقيق ذلك لعدم توفر لاعبين قادرين على الأمر، معرباً عن اعتقاده بأن أقصى ما يستطيع بطل ايطاليا 3 سنوات متتالية تحقيقه هو دور الثمانية في الأبطال، أو قبل النهائي في الدوري الأوروبي كما يظهر من تصريحه المذكور أعلاه.
واقع الكرة الايطالية تغير كثيراً، فخسرت ايطاليا بطاقة دوري الأبطال الرابعة، والدوري بات مصنفاً كرابع البطولات الأوروبية بعد الإسباني والإنجليزي والألماني، ومن المتوقع تراجعه ليكون في المركز الخامس بعد البرتغالي في الموسم المقبل كما تشير الأرقام الرسمية لتصنيف البطولات في أوروبا، ويضاف إلى ذلك الأزمة المالية الخانقة في تلك البلاد، التي جعلت الدوري الإيطالي جنة بلا نجوم، وظهر ذلك على سوق الانتقالات في الموسمين الأخيرين؛ حيث أن معظم من جاؤوا إلى أهم فرق ايطاليا هم منبوذون من فرقهم.
الواقع السابق يخبر كونتي وغيره من المدربين بأن تكرار ما فعله الإنتر ليس بالأمر الممكن نظرياً، وأن الإنتر من أجل لقب دوري أبطال أوروبا دفع الثمن كثيراً بعد ذلك، فهو أنفق أكثر مما يستطيع، وجلب أسماء أكبر من أن يتحمل الإنفاق عليها، فدخل في نفق مظلم من عدم التجديد والتطوير، وتلقى هزات مالية انتهت بتنازل موراتي عن بيته الذي اعتاد الدخول إليه مالكاً مسيطراً للملياردير توهير.
رغم كل ما سبق فإن أنتونيو كونتي يتحدى الواقع ويريد بناء فريق يفوز بدوري الأبطال، كما أنه يتحدى قلبه المعروف بانتمائه وحبه ليوفنتوس عندما يهدد بالرحيل، لكنه في نفس الوقت يبدو كمن يبحث عن مخرج مشرف أمام جماهير فريقه، فأنتوينو يعلم جيداً عدم قدرة الفريق على جلب ما يريده من نجوم بجودة عالية إلا لو كان ثمن ذلك التخلي عن أسماء مهمة له مثل بوجبا وفيدال مما يتناقض مع مطالبه، الأمر الذي سيجعله يخرج والجماهير تعذره لأنهم جميعاً متفقون على نفس الهدف، وهو إعادة يوفنتوس صاحب السبعة نهائيات في دوري الأبطال إلى واجهة الأحداث في القارة العجوز.
تابع جديدنا على الفيسبوك: