محمد عواد – كووورة – ساعات فقط تفصلنا عن انطلاق كأس العالم، منتخبات البرازيل والأرجنتين واسبانيا والمانيا وايطاليا تبدو الأكثر ترشيحاً من قبل النقاد للفوز باللقب، ومنتخبات أخرى مثل فرنسا وهولندا وانجلترا تمني النفس بقلب الحسابات وخطف البطولة.
كأس العالم 2014 يأتي بشكل مختلف عن البطولات السابقة، المسألة فيه ليست كرة قدم وحسب، بل إن الضغوط الإعلامية على النجوم غير مسبوقة، وحجم المسائل التي يريد اللاعبون إثباتها لا حصر لها.
فليونيل ميسي يريد أن يثبت أنه ابن بلاده لا ابن برشلونة فقط، وأنه الأفضل في التاريخ، وأن موسمه المخيب كان مخططاً له من أجل بطولة مونديالية مختلفة.
أما نيمار، فالحمل والمسؤولية عليه بشكل غير معقول، وكل أساطير البرازيل مثل بيليه ورونالدو وكافو حذروا من خطر ذلك ،فالبرازيليون يريدون اللقب من هذا الشاب، وهو الذي لا يحمل من التجربة الاحترافية الشيء الكثير، ويخشى أن يصبح الشاب الذي أبكى البرازيل مثلما فعل حارس مونديال 1950 فيدخل في احباط واكتئاب مثله حتى نهاية عمره.
كرستيانو رونالدو ليس خارج الضغوط وإن حقق فريقه ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا، هو مطالب بإثبات استحقاقه جائزة الكرة الذهبية في الموسم الماضي، ومطالب بإثبات أسطورته البرتغالية، وهو يعلم بأن الطريق للذهبية الثالثة لم ينته بالعاشرة، فلا بد من لقب جديد أو تألق يوازي تألق خصمه ليونيل ميسي.
ولا ينجو ماريو بالوتيلي رغم تصرفاته غير المسؤولة من الضغط والمسؤوليات الكبيرة، فشبكات التواصل الاجتماعي في ايطاليا تحلم به، وترى فيه النجم الأول لفريقها، والجماهير تهتف باسمه وتراه منقذها.
وين روني مطالب بفعل شيء لمنتخب بلاده هو الأخر لتعويض بطولات محبطة مع الأسود الثلاثة، أما بنزيما وبوجبا فالحلم واضح باستعادة الكبرياء الذي تم هدره في مونديال 2010، ولا يخفى على المتابع الضغوط الكبيرة على مسعود أوزيل لاستعادة كبريائه ولا حتى نجوم البافاري بعد الخسارة المذلة في دوري أبطال أوروبا.
الإسبان يحملون على عاتقهم ضغوط الحفاظ على اللقب والتي لم ينجح أي منتخب بفعلها منذ عام 1962، ويعيش كثير من النجوم ضغوطا مثل دييجو كوستا لإثبات القرار الصحيح بتجنيسه، وتوريس باستدعائه، وأخرون لأسباب مختلفة يعانون من ضغوط كبيرة.
كل النجوم يعانون من ضغوط غير مسبوقة هذه الأيام، والمنتخب الذي يريد أن يفوز بكأس العالم يبدأ طريق اللقب من التعامل مع الضغوط، فأهم شرط لتفوز بكأس العالم هو النجاح بالتعامل مع هذه الظروف والتركيز على كرة القدم لا على أفكار الأخرين، فالأنجح باللعبة الذهنية ومواجهة الضغط سيكون حاملاً للقب.