رودجرز يعرف كيف ينجح من دون لويس سواريز

محمد عواد – كووورة – يواصل نادي ليفربول نشاطه الكبير في سوق الانتقالات مع اقتراب التعاقد مع البرتو مورينو ظهير أيسر اشبيلية الذي ظهر باكياً مودعاً لاعبي فريقه الإسباني يوم أمس، كما أن هناك حديث عن تعزيز عمق خط الهجوم بصفقة جديدة، على أن يكون هذا التعاقد مع لاعب كبير في العمر لأن الفريق ينتظر قدوم أوريجي البلجيكي المعار إلى ليل في الموسم المقبل، مما جعل الحديث كثيراً عن صامويل إيتو.

بيع لويس سواريز بعد حادثة العض الشهيرة جعلت كثيرين يتساءلون عن مستقبل الريدز من دون صاحب الـ 31 هدفاً في دوري الموسم الماضي، ليخرج المدرب رودجرز ويقول يومها “لقد ذهب، لن نبكي عليه هذا ليفربول وليس فريقا صغير، الآن سنعمل على تعزيز الصفوف بلاعبين نأمل منهم التطور ليكونوا مثله”.

نظرة عميقة إلى أرقام لويس سواريز الموسم الماضي تجعلنا نفهم أن رودجرز يعرف من خلال سوق الانتقالات الحالية كيف يعيش من دون لويس سواريز، وأنه مدرب الفريق الذي لا يتأثر بأضواء الإعلام وصيحات الجماهير المنبهرة بعدد الأهداف، فلويس صحيح سجل 31 هدفاً لكنها جاءت في 18 مباراة من أصل 38 خاضها ليفربول، والفريق خسر 6 مواجهات الموسم الماضي منها 5 كان لويس يلعبها باستثناء السقوط أمام ساوثامبتون 0-1 في الأنفيلد، كذلك الحال تعادل الفريق في 6 مباريات لعب سواريز 5 منها، في حين أن أهداف لويس الـ 31 ساهمت بشكل مباشر بعشر نتائج إيجابية للفريق سواء من خلال الفوز أو التعادل،أما باقي المباريات الثمانية التي سجل فيها فكان بإمكان الفريق الفوز من دون أهدافه.

الأرقام السابقة هي ما تجعل برندن رودجرز مشغول جدا في هذه السوق بصناعة من ينقل الكرة ويصنع الأهداف وليس من يسجلها، فايمري كان لاعب مميز في خط الوسط المتأخر، وماركوفيتش ولالانا ليسوا بهدافين لكنهم صانعو العاب بجودة عالية، ودعم الدفاع بديان لوفرين يضمن رفع جودة خط الدفاع الذي خذله في بعض مراحل الموسم الماضي.

قيمة لويس سواريز مع ليفربول الموسم الماضي لم تكن بالأهداف التي يسجلها وإن كانت هي ما جذبت الانتباه إليه، بل إن أهمية الأرجوياني كانت للفريق بقدرته على العودة ونقل الكرة وصنع الفرص، والتحرك بشكل يتيح لزملائه الآخرين الوصول إلى المرمى، فأهم مباراة في الموسم قبل انزلاقة جيرارد كانت الفوز على مانشستر سيتي 3-2، يومها لم يسجل لويس أي هدف، بل إن كوتينيو سدد أكثر منه في تلك المباراة.

ليفربول يملك الآن أسلحة قادرة بمجموعها على تعويض أهداف لويس سواريز، ورودجرز أضاف أسلحة لصناعة الفرص وإتاحة المجال لأخرين بالتسجيل وهي ما يهم فعلاً لعدم التراجع برحيل الأرجوياني، فالفريق يضم رحيم ستيرلينج وستاريدج وكوتينيو ولامبيرت وقد يستمر معه فابيو بوريني أو يعوض بلاعب آخر، ولا يمكن تجاهل الإضافة المتوقعة من لاعب بجودة ماركوفيتش الذي يتميز بقدرته على التسجيل والصناعة في آن واحد، حتى قال عنه الصحفي البرتغالي لويز فيريرا لموقع ليفربول الرسمي “لم أشاهد لاعباً في بنفيكا بسرعة ومهارة دي ماريا إلا ماركوفيتش، بل إنه أسرع منه بالجري بالكرة”.

هذا الرأي ليس مجرد رأي شخص واحد يقدم هذا التقرير، فكثير من المحللين يتفقون على أن طريقة تعويض سواريز التي قام بها ليفربول هي الأذكى وأفضل ما يمكنه فعله، فمجلة Sports Illustrated واسعة الانتشار قالت عن المسألة “ليفربول عرف بأنه لا يمكن تعويض لاعب مثل سواريز بلاعب واحد، فكان التفكير بتعزيز الصفوف كلها بلاعبين يرفعون الجودة فيساهمون معاً بهذا التعويض”، أما بي بي سبورت فقالت “مساهمة ستوريدج المباشرة بالنقاط الموسم الماضي كانت أعلى من لويس سواريز، عندما باع ليفربول توريس توقع كثيرون أن يتأثر، لكنه على العكس سجل أهدافاً أكثر وحقق نفس العدد من الانتصارات، والفريق الآن يعمل بكثافة لتعزيز كل الخطوط بشكل يبدو منطقياً”.



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *