فارس الثنيان – انتهت قمة ليفربول والسيتي بالتعادل ورأينا كرة جاذبة مزدهرة من قِبل كلوب وغوارديولا، مواجهة برهنت لماذا هما يتفوقان على بقية الأندية وابرز المرشحان لنيل ذات الاذنين.
ليفربول والسيتي يلعبان بنسق مرتفع وتقنية بتقنية مغايرة تماما عن الفرق الاخرى. تشعر انها لعبة “فيفا” وليس لعبة واقعية. طريقة انتشار اللاعبين سواء مع الكرة او عند فقدان الاستحواذ ملفت. وكيف ينقل الفريق الكرة للثلث الامامي ، سرعة الانتقال من الدفاع للهجوم، والعكس.
كل حركة من الفريقين محسوبة ومرسومة بالسنتيمتر. هذا نتاج الاستقرار الفني، حيث أن كلوب وغوارديولا متواجدان منذ اكثر من 5 اعوام في البريميرليج. كذلك تشرب اللاعبين الأسلوب ونضوجهم التكتيكي الملحوظ. ازداد الوعي التكتيكي للاعبي ليفربول والسيتي بهذه المدة.
لا يمتاز غوارديولا وكلوب في الجانب التكتيكي والتوظيف فحسب بل الذهني والنفسي ، يهيئان لاعبيهما قبل المباريات ليصبحوا حاضرين ذهنيا ونفسيا.. التحرك الدائم بدون كرة، والقيام بعمليات الضغط والمهام حتى اخر لحظات المباراة بكفاءة لا يتطلب جهد بدني فقط لكن ايضا يحتاج لتركيز عالٍ.
التحضير النفسي من خلال تحفيز المجموعة باستمرار واشعال الرغبة ليخوضوا كل مواجهة كأنها الأخيرة والحاسمة للقب.
يورجن كلوب وبيب غوارديولا رفعا المعايير في البريميرليج على صعيد التنافسية والمستوى والنتائج. سيتركان ارثًا عظيمًا لخليفتهما وبنفس الوقت ستكون خلافتهما هي الاصعب فإن سقف التطلعات سيكون مرتفع جدا. مهما فعلا لن يلبي الطموح الا اذا كان مشابهًا لما يقدمانه كلوب وغوارديولا او افضل، وهذا يستوجب قدوم مدربان عبقريان بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
