محمد عواد – سبورت 360 – لا يخفى على أحد أن رياضة الجولف تعد مصدراً مجنوناً للأموال يتلقاها اللاعبون المشاركون، فعلى سبيل المثال قد يحصل الفائز في بعض بطولات المحترفين على ما يقارب 7 مليون دولار، في حين يحصل صاحب المرتبة 130 على 700 ألف دولار!
خلال مسيرته، كسب الشهير تايجر وودز 110 مليون دولار من جوائز المسابقات فقط، في حين يعلق كثيرون “كيف ذلك ولا أحد يشاهدها؟”، لكن الحقيقة والتفاصيل تجعلنا نفهم “لماذا وكيف”.
جمهور ناضج !
عند أي عملية تسويق وبيع، تدخل الفئة العمرية للجمهور في الحسابات، فكرة القدم ليست تلك الرياضة الشائعة بين كبار السن، بل هي لعبة الشباب المتحمسين، ومعظم المتابعين عن كثب هم من الشباب، أما الجولف فهي الرياضة الأكثر “نضجاً” من حيث متابعيها.
هم أناس بالعادة تجاوزوا الأربعين من العمر، وبالتالي هم أصحاب قدرة شرائية أفضل على الأغلب، وهذا يجعلهم جمهوراً نادراً في الرياضات الأخرى، الأمر الذي يرفع من قيمة البث التلفزيوني والعقود الترويجية.
ترويج فكرة .. للأثرياء فقط!
من الفنون الترويجية في بعض الرياضات مثل الفورمولا وان والجولف، أن الحضور الجماهيري يكون عادة من أصحاب الثروة والأملاك، ورغم أن الحقيقة لا تعكس الصورة، إلا أنها فكرة راسخة في عقول كثيرين.
هل تريد استهداف ثري يشاهد لعبة؟؟… إذا استثمر معنا في رياضة الجولف!، هذا الأمر يجعل الشركات مستعدة للدفع أكثر، لاصطياد هؤلاء الذين لا تعتقد أنهم يشاهدون كرة القدم أو كرة السلة.
اللعبة الفردية الأكثر لعباً في أمريكا بين الناضجين
لأن لعبة الجولف تسمى في أوروبا “كرة قدم الكبار في السن”، ولأنها رياضة فردية يمكنك لعبها لوحدك، ولا تحتاج إلا لشراء معداتها حيث الملاعب متوفرة في بعض البلدان، فإنها باتت اللعبة الأكثر ممارسة من الناضجين في أمريكا خصوصاً لما تقدمه من أجواء عائلية سهلة على الجنسين، ويقال أنها في بريطانيا كذلك أيضاً.
وعندما نتحدث عن أمريكا، فإننا نتحدث عن السوق الأكثر نشاطاً في التاريخ في مجال التسويق وعقود الرعاية، وعندما نتحدث عن الجولف، فإننا نتحدث عن رياضة تحتاج لمعدات خاصة، ويجب تجديدها كل فترة، كما أنها رياضة تستطيع أن تلعبها لوحدك وتشعر بالتنافس!
المصدر الرئيسي للدخل هو الشركات المصنعة للمعدات
أهم عقود الرعاية في رياضة الجولف تأتي من الشركات المصنعة لمعداتها، فهم يريدون أن يبقوا في الصورة، حتى يبيعوا أكثر، خصوصاً أن هامش ربحهم في معداتهم يتجاوز الـ 60% بالمتوسط.
ليس كل العالم .. مثلنا!
في أمريكا وبريطانيا هناك اهتمام إعلامي كبيرة برياضة الجولف، فهناك تغطية تلفزيونية مباشرة، وهناك جمهور يسأل ويتحدث.
هي رياضة بالنسبة لبعض الدول الغربية عائلية، أي تستطيع مشاهدتها وأنت تتحدث مع من هم حولك من دون توتر أو اضطرار للمتابعة، وفي نفس الوقت هي رياضة يمارسها أرباب الأسر، مما يعطيها تأثيراً أكبر في الأوساط الأسرية.
هذه الحالة المنتشرة في الدول ذات الأسواق الاستهلاكية الأقوى، تجعل من دخلها مبرراً.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: