رغم قدراته الخارقة .. لماذا لم يصبح زلاتان مثل ميسي ورونالدو؟

محمد عواد – كووورة – عاد النجم السويدي زلاتان إبراهيموفتش إلى الملاعب بعد إصابة أبعدته لما يقارب 6 أسابيع، ومع دخوله إلى الملعب في قمة باريس سان جيرمان ومرسيليا، كان له الأثر الكبير، وإعلان التفوق الواضح من حيث الجودة لفريق العاصمة الذي كسب اللقاء بهدفين نظيفين.

وكان لاعب ميلان السابق قد صرح لقناة باريس سان جيرمان الرسمية قائلاً “أعتقد أنني لعبت أفضل موسم في مسيرتي، لكن عدم لعبي في كأس العالم لن يجعلني أفوز بهذه الجائزة”، وفي ذلك التصريح أيضاً أعلن بوضوح أنه يلعب بجد من أجل الفوز بهذه الجائزة.

الجمهور العاشق لكرة القدم يتابع زلاتان ويقدره كموهبة كبيرة، ويعتقد كثيرون بأنه لا يقل قدرة على الحسم والإبداع مما يملكه كرستيانو رونالدو وليونيل ميسي، مما يدفعهم للتساؤل “لماذا لم يضعه الإعلام بجانبهم أبداً؟”.

فيما يلي أسباب توضح ذلك:

– غياب أوروبي
أكبر عيب واجه زلاتان إبراهيموفتش خلال مسيرته أداؤه في دوري أبطال أوروبا، فاللاعب لم يترك بصمة واضحة مع أي من الفرق التي تركها، بل عندما رحل عن الإنتر فاز الأخير باللقب، وعندما رحل عن برشلونة فعل الفريق الكتلوني ذات الأمر.

وانتظر زلاتان لسنوات حتى عام 2010 ليسجل أول هدف أوروبي في الأدوار الإقصائية، مثل هذا الغياب جعل الناس بالتأكيد لا تأخذه على محمل الجد، وأبعد كثيرين عن فكرة أنه الأهم والأقوى.

– ليس سريعاً
قد يكون سبباً غريباً لطرحه، لكنه الواقع في عالم كرة القدم، فالناس حالياً في عصر شبكات التواصل الاجتماعي تحب اللاعب السريع الذي يجري مسافات طويلة بالكرة، واللاعب الذي يخلق فوضى في دفاعات الخصوم بغض النظر عن فاعليته.

زلاتان لاعب خارق وحاسم، لكن تحركاته في أرض الملعب تعطي انطباعاً بالبطء علماً أنه على الكرة ليس كذلك أبداً، وبالتالي هو يدفع ثمن حب الجماهير هذه الأيام للسرعة والجري ومحاولات المراوغة وخلق الفوضى وليس أسلوب زلاتان.

– سويدي
دفع زلاتان إبراهيموفتش ثمن جنسيته السويدية غالياً في هذه الحسابات، فالناس لم تعتد في عقلها الباطن على وجود لاعب مميز من هذه البلاد، كما أن منتخب بلاده لا يساعده على المضي بعيداً .. فيكفي أنهم تلقوا في الملحق أمام البرتغال 3 أهداف بنفس الطريقة تقريباً.

ولا يمكن مقارنة السويد بالبرتغال، سواء ذلك من حيث عدد اللاعبين الذين قدمتهم للعالم أو الطموح الكروي لدى المنتخب والجمهور، أو حتى قوة البطولة المحلية، وبالتالي القول “إن رونالدو أيضاً من منتخب ضعيف” غير صحيح، فمنتخبه وصل نصف نهائي مونديال 2006 ونهائي يورو 2004 ونصف نهائي يورو 2012.

– تسويق خاطىء
من أكثر ما يميز كرستيانو رونالدو وليونيل ميسي عن غيرهم التسويق الصحيح لكل شيء يقومون به، فركلة ركنية جميلة يمكن استغلالها بشكل ذكي لتصبح في أذهان الناس شيئاً خارقاً.
أما زلاتان فكان تسويقه في مجال آخر، فلم يتم على أساس أنه أفضل لاعب في العالم وأحد أكثر المتواجدين حسماً، بل كان على أساس كونه لاعباً بهلوانياً يقوم بحركات لا يتوقعها أحد، كهدف بالكعب وتمريرة على طريقة العقرب، بل إن كثيرين لا يعرفون عدد الأهداف التي يسجلها أو يصنعها خلال الموسم، ويكتفون بتذكر حركاته المجنونة.
المشكلة أن هذا التسويق ساء وانحرف لدرجة تسويقه كلاعب واثق بنفسه لدرجة لا تصدق، وأنه نرجسي الطابع، ولم يتردد اللاعب بإظهار هذه الشخصية التي يبدو أنها تعجبه من خلال تصريحات لا يمكن تصديق صدورها عن لاعب في مستواه، أشهرها ما جاء قبل مواجهة السويد والبرتغال بقوله إنه إله!
– بطولات بعيدة عن الواجهة
اخطأ زلاتان إبراهيموفتش كثيراً في مسيرته الاحترافية في المكان الذي يلعب فيه، فبعد الكالتشيو بولي استمر في انتر ميلان حيث لم يعد هناك أي منافسة، وفي تلك الفترة كان البريميرليج يسيطر على العالم… وعندما ذهب إلى برشلونة لم يستمر إلا موسم واحد فقط، وبعدها عاد للدوري الإيطالي خارجاً من أجمل لحظات الجذب في اسبانيا، فلعب في بطولات خسرت شعبيتها بشكل كبير والآن هو يلعب في الدوري الفرنسي.
لا يمكن فهم انتقالات اللاعب الذي يدير أعماله أحد أفضل وكلاء الأعمال في العالم مينو رايولا، لكن عند رؤية بعض الأسماء التي تطالب الجماهير بترشحيها لجائزة الكرة الذهبية تدرك ما قاله نيدفيد يوماً ما “الفيفا لا يشاهد إلا الدوري الإسباني”، وتدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه هداف السويد التاريخي بعدم الانتقال سريعاً إلى البريميرليج أو البقاء في الليجا.
تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *