النمسا في التصفيات .. إنجاز تاريخي لا يتحدث عنه أحد

محمد عواد – سبورت 360 – رغم وجود منتخبات ذات خبرة عالية مثل روسيا والسويد، وامتلاك الأول لبطولة محلية قوية، والثاني لبعض النجوم وعلى رأسهم زلاتان إبراهيموفتش، فإن المنتخب النمساوي تصدر مجموعته، وضمن وجوده في أمم أوروبا 2016.

إنجاز تاريخي
ما حققه منتخب النمسا في هذه التصفيات إنجاز، فرغم أنها ليست المشاركة الأولى لهم في بطولة أمم أوروبا، فإنها المشاركة الأولى عن طريق التصفيات، بعد أن شاركوا في أمم 2008 من باب الاستضافة، وهي معلومة تبدو غريبة، في ظل مشاركتهم في كأس العالم 7 مرات من قبل!

كيف انتفض النمساويون؟

بدأت حكاية التحسن منذ تصفيات كأس العالم 2014، فالمنتخب حينها احتل المركز الثالث خلف المانيا والسويد، وكان بعيداً بـ 3 نقاط فقط عن المركز الثاني المؤهل للملحق، رغم تبادلها الفوز مع السويد، لكنها دفعت ثمن البداية البطيئة.

النمسا سحقت السويد في تصفيات أمم أوروبا الحالية 4-1 في معقلهم، وهذه نتيجة توضح التحسن الحاصل على المنتخب المنسي.

بداية الانتفاضة تتمثل بالتحسن الملحوظ في بطولة الدوري النمساوي، فبطولتهم تقدمت أوروبياً إلى المركز 16، وظهر لديهم فرق بقدرات علية مثل ريد بول سالزبورج، واستعاد رابيد فيينا تماسكه، وازداد عدد المحترفين المميزين في البطولة.

بطولة قوية أدت إلى عدد كبير من اللاعبين المحترفين في الخارج خصوصاً في الدوري القوي المجاور لهم، الدوري الألماني ثم ينتقلون منه إلى بطولات أخرى، وهذا عزز فلسفة الاهتمام بالمواهب محلياً، ليتم رفد الدوري المحلي بشكل مستمر باللاعبين.

ديفيد الابا يمثل بايرن ميونخ – يلعب في مركز الوسط مع بلاده رغم أنه ظهير أيسر بالأصل – ، وفوكس الذي مثل شالكه لسنوات قبل الرحيل إلى ليستر سيتي، وبرودل الذي دافع عن قميص فيردر بريمن لعدة مواسم ويلعب الآن مع واتفورد، وهناك دراجوفيتش لاعب دينامو كييف، وأسماء عديدة أخرى تلعب في بطولات أوروبية رائدة.

يستطيع المنتخب النمساوي أن يضع 11 لاعباً على أرض الملعب كلهم يمثلون فرقاً لها اسمها وصيتها، وهذا بالتأكيد يعكس الجودة التي بدأت تظهر على المنتخب.

الفضل لكولر !
وفرت البطولة المحلية العديد من المواهب، وكان لا بد من مدرب قادر على الاستفادة مما يتوفر من إمكانيات، فتم الاستعانة بالسويسري مارسيل كولر.

أظهر كولر منذ وصوله إلى النمسا قدرات مميزة سواء من حيث اللعب التكتيكي، أو من حيث الاهتمام بالتفاصيل، وامتلاكه رؤية مختلفة عن الآخرين.

ورغم أن كولر لا يقدم كرة ثورية، لكنه يقدم كرة عملية، يعرف كيف ومتى يهاجم، ومتى عليه أن لا يفكر بالتسجيل، البعض قد يجد في فلسفته مملة بعض الأحيان، لكنها فلسفة تناسب الإمكانيات المتاحة له.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *