سعيد خليل – ربما كانت تلك أفضل مباراة لريال مدريد في السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل، شكلًا ومضمونًا وقيمةً، حتى في بطولة كييف بعدها بعام، لم يقدم الفريق مباراة كهذه، مباراة اكتسح فيها ريال مدريد التوقعات، الطموحات، السيناريوهات المرسومة، اكتسح فيها النتيجة، الأداء، وعلى رأس هذا كله، اكتسح فيها التاريخ، كأول فريق في تاريخ النسخة الجديدة من البطولة، يحققها مرتين متتاليتين.
كل شيء في ليلة كارديف كان مثاليًا، كل شيئ كان يدعو للفخر، للنشوة، للتباهي.
طبعًا هذا لا يلغي حقيقة أنَّ الأمر كان معقدًا كثيرًا، حتى في ظل كل ذلك التوهج الَّذي كان يعيشه الفريق، لم يكن أحد يتوقع أنَّ ريال مدريد سينهي المباراة برباعية، بالنهاية يوفنتوس لم يكن قد تلقى الا ثلاث أهداف على مدار البطولة كاملة، هل تريد إقناعي أنهم سيتلقون أربعة أهداف كاملة في ٩٠ دقيقة؟
– نعم، يقول ذلك ريال زيدان ٢٠١٧.
لحظات إحماء رونالدو قبل المباراة، خطوات كاسيميرو الأخيرة قبل اطلاق قذيفته، مشهد الفريق وهو مجتمع في زاوية الملعب يحتفل بعد الهدف الثالث، تحية كروس الاستثنائية للجمهور أثناء خروجه من الملعب، رصاصة الرحمة من أسينسيو وقفزه فوق المشجعين.
كم هائل من التفاصيل الاستثنائية لليلة استثنائية.
اليوم، وبعد ثلاث سنوات، ريال مدريد مهدد بالخروج من دور المجموعات في البطولة نفسها، مذهلة حقًا السرعة الَّتي تتغيَّر بها الأشياء.