مصطفى هادي – في وقت سابق صرح باولو مالديني لوسائل الاعلام قائلاً: “لقد دمروا ميلاني” وجاء هذا التصريح بعد معاناة الفريق اقتصادياً ورياضياً.
وعندما استحوذت ايليوت على ميلان وأعلنوا عن أن مالديني سيتواجد في الطاقم الاداري للفريق توسمت الجماهير فيه خيراً ورأت فيه المنقذ الذي سيعيد بناء ما تدمر، وبالفعل استطعنا رؤيت شيء من البيغ ميلان معه على الرغم من الفترة القصيرة التي مسك فيها زمام الامور.
باولو مالديني آحد أساطير ميلان التاريخيين وتشهد بذلك إنجازاته، يشغل اليوم دور المدير التقني في الإدارة الأمريكية لميلان ومن أهم مسؤولياته هي سوق الانتقالات، وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الفريق المقيد بسياسة اللعب المالي النظيف وعجز الميزانية السنوية لميلان كان عليه دور كبير في تسيير سوق الانتقالات وتوفير متطلبات الفريق.
مالديني استطاع التكيف مع الأوضاع الاقتصادية الحالية وتوفير دعم لتشكيل الأساس بصرف محدود يكاد يعدم، فقام بانفاق مبلغ لا يتعدى 20 مليون يورو وفر من خلاله لاعبين أمثال : ( ساليميكرس، هاوغي،تونالي، كالولو، دياز ودالوت) ، ستة لاعبين في ظل التقشف مع متوسط عمر لا يتخطى العشرين عام يعتبر نجاح كبير بسبب الخبرة القليلة التي يملكها باولو في علم الإدارة.
من الوهلة الاولى على باولو وما يقوم به الأن في النجاح الإداري مع ميلان حتى أنه ساعده نوعًا ما بالخروج من دوامة النتائج السيئة تعتبره شخص يملك خبرة كبيرة في مجاله، بل على العكس تبقى سنته الثالثة فقط في هذا المجال.
ولكنه استطاع التعلم الكثير من شخص قد عاشره ما يقارب 25 عام واستلهم منه أفكاره وطورها لما يتماشى مع عصره وهذا الشخص هو ادريانو غالياني الرئيس التنفيذ لميلان في عصر بيرلسكوني، فكان ما يعاب على غالياني وجهته الدائمة نحو اللاعبين الغير مرغوب فيهم أو لاعبين تجاوزوا الثلاثيين من أجل تغطية عجز الميزانية في عهده حتى أن هذه السياسة كلفته وكلفت ميلان الكثير.
ولكن كان يشار إلى غالياني في البنان بشأن سياسة التفاوض حتى أن جماهير ميلان تلقبه بثعلب سوق الانتقالات لاقتناص بعض الفرص المتاحة ولكن المساوىء التي ارتكبها في نهاية حقبته بتفريغ ميلان من النجوم وتعويضهم بلاعبين كانوا يحلمون بارتداء قميص ميلان ترك بصمة سيئة في تاريخه المهني.
وباولو يعتبر عكس معلمه غالياني الذي استطاع بسياسته انفاق القليل لتوفير مواهب تستطيع مساعدة ميلان في الوقت الحالي وفي المستقبل.
لذلك أعتبر أن مالديني نسخة محدثة من غالياني، فالظروف الاقتصادية التي يعاني منها الفريق مثلها التي عانى منها في أواخر حقبة بيرلسكوني وحتى السياسة المتبعة في السوق تقريبا مشابهة فهي تعتمد على عدم الانفاق بالدرجة الاولى، وغالياني كان يبحث دائما عن العقود المنتهية ونجوم في أواخر مسيرتهم لتدعيم الفريق ولكن مالديني وضع المواهب نصب عينيه وفضل عقود الإعارة والمواهب القابلة للتطور لضمان الحاضر والمستقبل.
سياسة من وجهة نظري بأنها ستستمر مع ميلان في كل سوق من أجل انعاش الميزانية، وزيادة العمق في التشكيل بالإضافة إلى الإستمرار بمعدل الاعمار الصغيرة فلا تنتظر من مالديني الدخول على منافسة لأجل نجم ما حتى لو مَلك فائضا في الميزانية.