محمد عواد – سبورت 360 – يبدو أن قضية تصريحات طارق خوري حول دفعه المال لبعض اللاعبين في الأندية الأخرى كي يعثروا المنافسين نهاية الموسم الماضي، لن تنتهي في وقت قريب، فالوضع يشير إلى أن الاتحاد الأردني وربما لاحقاً القضاء سيدخل على الخط في ظل حملة تصعيد واضحة في شبكات التواصل والإعلام.
عن الحقائب السوداء وشخصية طارق خوري
لا يمكنني أن أنسى أول مقابلة صحفية أجريتها في حياتي مطلع عام 2009، وللمصادفة فقد كانت مع طارق خوري، رئيس نادي الوحدات، وهو الرجل الذي فتح لي أبوابه، وقابلني من دون أن يسأل الكثير من التفاصيل عمن أمثل، بل أجلسني في اجتماع جمعه مع رئيس نادي الكرمل، واطلعت وقتها على بحث الأخير عن مدرب وأجره المتوقع.
عرفت شخصية طارق خوري، هو شخص يحب الانتصار ومنفتح بشكل مثالي على الإعلام، ويحب التفوق والنجاح، لكن هذا لا يخفي شيئاً من حب “الاستعراض”، وإظهار تفوقه في حال تحقق، الأمر الذي يخلق له بعض الأحيان أعداء من داخل النادي قبل أن يكونوا خارجه، وهذا ما أعرفه من مصادر موثوقة جداً.
بعيداً عن طارق وعمان، هناك في اسبانيا يطلقون مسمى الحقائب السوداء على تقديم وعود بعطايا ومزايا لبعض اللاعبين، مقابل بذل مجهود إضافي وتحقيق نتيجة طيبة من أجل مصلحة فريق أخر، ويبدو أن هذه الحقائب قد وصلت إلى الأردن.
شخصية طارق المحبة للانتصار ومن ثم التباهي بأسرار التفوق يبدو أنها أسقطته بتسجيلات واضحة الكلام، وهناك مساعي لجعل فريق يلعب ضد فريق من أجل فريق ثالث الذي هو الوحدات في حالتنا هذه، وهنا لا يدخل في باب شراء النتائج أو التلاعب بها كما يحاول البعض تصوير القضية، بل من باب الاخلال بتكافؤ الفرص والتنافس الشريف، الأمر الذي يجعل الوحدات منطقياً بعيداً عن أي عقوبة حاسمة، لكنه قد يعرض طارق لعقوبات.
لا يمكنني أن أنسى عندما أتحدث عن خوري كثرة تصريحاته التي أغضبت البعض منه، وتصعيده بعض الأحيان في بعض القضايا لم تكن تستحق التصعيد في الماضي، وهو ما يجعلني مترقباً مسار الأمور في التحقيقات، متمنياً من كل قلبي ألا يحاول البعض تحويلها لتصفية الحسابات.
على الهامش : قناعتي الشخصية هنا أن طارق فعلاً لم يقم بها، لكنه قالها من باب الاستعراض لا أكثر، والآن عليه تحمل المسؤولية!
فيديو تتويج الوحدات الحزين:
المقدمات واضحة ..
المطلعون على خفايا الأمور في الكرة الأردنية، كانوا يتحدثون عن تراجع شامل وعام، لا يشمل فقط مستوى بطولة الدرجة الأولى، بل كافة الفئات العمرية، وظهور عيوب إدارية في شتى المراكز والهيئات، وبعض التجمعات ومراكز القوى المتنافسة حتى في داخل الاتحاد نفسه.
لم يكن الأمر فقط بالأندية، بل هذا التراجع كان يصل لمستوى اللعبة في المدرسة والشارع.
وعانت الأندية الأردنية من وجود عدة أسماء استحوذت على أندية ملكيتها عامة، ورفضت الخروج ولو لم تحقق نتائج، وليس هناك نظام ديمقراطي واضح لاختيار الجمهور من يريده رئيساً ومسائلته بعد ذلك من بوابة التصويت الديمقراطي العادل، الأمر الذي أوصل الأمر إلى انقسامات داخل هذه الأندية، وظهور من يعمل ضد مصلحة ناديه وهو ينتمي له، وبدأ الكلام كثيراً عن إهدار للمال العام يرقى لدى البعض إلى الاتهام بالفساد.
كأن الأمور خرجت عن السيطرة في السنوات الأخيرة، فنحن ندرك وجود حالة من فقدان التوازن، هو أمر تسرب إلى الإعلام المحلي الرياضي، سواء كان متمثلاً بالقنوات المرئية أو المسموعة أو المطبوعة، الأمر الذي يجعلني غير متفاجىء، بل وحتى غير حزين لو تأكد ما قاله طارق خوري، ولا أستغرب من وجود فرق أخرى مستعدة للعب دور “المرتزقة”.
حتى لا يكون القادم أسوأ
ما بين عام 2013 وعام 2015 تعرضت الرياضة اللبنانية لعدة اهتزازات، فكان هناك تلاعب بنتائج تتعلق بالمنتخب، وأخرى بالأندية، وحتى أن الانتربول أرسل ملفات كاملة للسلطات هناك بخصوص انتصار شبكات التلاعب هذه.
كنت في جلسة مع لاعبين سابقين في منتخب لبنان فكان جوابهم “اللاعبون معهم حق، هم لا يتقاضون رواتبهم، ولو تقاضوها فهم يحصلون على الفتات”، كان جواباً صادماً للحظة، لكنه مفهوم بعد ذلك، فالحديث بالمثاليات سهل عندما تكون ظروفك جيدة، تماماً كالذي يشرح للغريق كيف عليه أن يسبح وهو آمن على متن سفينة.
مشاكل مالية كثيرة تتعرض لها الأندية من دون رقابة حقيقية ولا خطة إصلاح واضحة يتم فرضها على الجميع، ولاعبون يتم استغلالهم، وهضم حقوقهم، من دون عقوبات ولا منحهم ما اتفقوا عليه مع إدراتهم، الأمر الذي يجعلني اخشى أن الصبر أكثر قد يوصلنا إلى ما هو أسوأ بكثير من حقائب سوداء!
أندية متواكلة
نشرت وكالة بترا للأنباء تصريحات قبل عام من الآن تقريباً لمسؤولين في الأندية عن خطتهم لانتشال الأندية من أزمة مالية.
وعندما قرأت في تلك التصريحات، وجدت معظمها متواكلاً، يبحث عن مساعدة الاتحاد، أو الشركات الخاصة من دون أن يتحدثوا عن نموذج يجعل التعاقد معهم مغرياً للشركات، فعصر “الجمعيات الخيرية” قد ولى.
كما تردد عبر كثيرين نغمة “الإعفاء الضريبي” لمن يدعم الأندية، متناسين أن عائبد هذه الضرائب من حق الشعب كله نظرياً ودستورياً على الأقل، وليس من حق الأندية، التي لم تثبت حتى الآن فعاليتها بإدارة الأموال التي تصلها، وإلا لتفهمت دعمها والتجاوز عن المبدأ المذكور أعلاه، ما دام العائد سيكون على الشعب والرياضة بالخير.
عندما تقرأ تلك التصريحات، وتنظر لمستوى جذب الدوري مؤخراً، وما يحصل مع المنتخب من عدم ثبات بالفكر والرؤية، وما تسمعه من حروب داخل الأندية، ثم يأتيك تصريح الحقائب السوداء .. فليس لك إلا أن “تقلق”… بل وأن “تقلق جداً” من أن القادم أسوأ.
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:
سناب شات : m-awaad