مقال الاثنين : هل حان وقت اعتزال بوفون؟


محمد عواد – بالظروف الطبيعية، عندما نتكلم عن حارس عمره 43 سنة، سيكون من السهل جداً الجواب على سؤال العنوان بالقول “نعم”، بل ربما تأخر الوقت أيضاً، لكن القصة تختلف عندما نتكلم عن عنكبوت اليوفنتوس، جانلويجي بوفون.
قبل أيام، نشرت خبراً مفاده أن إدارة اليوفي تفكر بمنح بوفون عقداً لعام إضافي، ولفت انتباهي كثير من التعليقات، التي طالبته بأن يرحم تاريخه ويعتزل، وهو ما دفعني لأجعل من القضية مقال يوم الاثنين.
في البداية، مسألة الاعتزال من القمة هذه فكرة رسخها بأذهان كثيرين زين الدين زيدان، الرجل الذي اعتزل كأفضل لاعب في كأس العالم، واستقال وهو بطل دوري أبطال أوروبا، لكنها في الحقيقة ليست العادة، بل الاختلاف على مستوى العالم.
ولم ينقص من إرث مارادونا ولا بيليه ولا كرويف لعبهم مع فرق متوسطة أو ضعيفة بعد فترة أوجهم، ولم يشكك أحد بريفالدو وهو الذي لعب في اليونان وأوزبكستان بعد مسيرته المميزة، فالإرث العظيم محفوظ، ولا ينقصه الحتمية البشرية بأن لكل منا فترة قمة، ثم فترة هبوط.
نعود لسؤالنا، هل حان وقت الاعتزال؟
شخصياً أعتقد أن وقت الاعتزال يجب أن يكون في صيف 2022 وليس الآن، فاليوفي يمر بمرحلة تغيير دماء وأفكار بالمشروع ذاته، ومن المهم تواجد أيقونة تاريخية في الفريق في هذه الفترة، لضمان وحدة الهدف ووحدة غرفة تغيير الملابس.
كما أن بوفون كحارس ثاني يعتبر حارساً جيداً لموسم آخر، فهو ليس صاحب أخطاء كارثية متكررة، ولو كان كما يقال أن أجره سيقارب 1 مليون يورو سنوياً، فهذا أجر منطقي للحارس الثاني في يوفنتوس، وغير مكلف.
ومن الجيد في بوفون أنه لا يحاول التغول على إدارة الفريق أو اللاعبين مستغلاً تاريخه، على العكس من حالات سابقة حدثت في أندية أخرى، فهو يلتزم حدوده كلاعب بشكل ملموس، وسمعنا تعليقه أكثر من مرة أنه لا يتدخل بسوق الانتقالات، أو بقرار بقاء المدربين.
بقاء بوفون يعني أن اليوفي يمتلك حارساً ثانياً سعيداً لا يبحث عن مركز أساسي، وأيقونة تاريخية لموسم آخر، تدفع الكثيرين للمحاولة من أجل لقب الأبطال لكسر عقدته، كما أنها تمنح العنكبوت المزيد من الوقت لتجهيز نفسه من أجل دور إداري في النادي مستقبلاً.

تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad




Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *