بايرن ميونخ.. سر النجاح في التخطيط السليم

محمود وهبي – معادلة النجاح في كرة القدم ليست بالسهلة، فهي تتطلب توفّر عدة عوامل، من كمية ونوعية اللاعبين، إلى عمل الجهاز الفني وأفكاره، مروراً بأدوار الجهاز الإداري، وفي الوقت الذي حصل فيه مدرب بايرن ميونيخ ولاعبيه على كل الأضواء بعد السداسية التاريخية، وجب تسليط الضوء أيضاً على بصمة الإدارة البافارية، والتي تكاد تكون الإدارة الأفضل منذ سنوات وحتى يومنا هذا.
السداسية البافارية جاءت فور انتهاء جيل تاريخي، بعد اعتزال أساطير ورحيل آخرين نحو محطتهم الإعتزالية، وأذكر منهم لام وشفاينشتايجر وروبن وريبيري، لكن النادي لم يدخل في مرحلة انتقالية صعبة أو طويلة، لا بل استمر في حضوره القوي محلياً وقارياً مع جيل جديد، وهذا لا يمكن تفسيره سوى عبر ربطه بتخطيط الإدارة. 
البعض يصف إدارة بايرن بالبخيلة عند مقارنة أرقامها بأرقام أندية كبرى أخرى من ناحية الإنفاق في الميركاتو، لكن الوصف الدقيق هو الذكاء، فمقياس النجاح في الميركاتو ليس كمية الإنفاق، وبايرن اعتاد على الحصول على أسماء لامعة بأسعار رابحة، والأهم أن ينجح باستقطاب الأسماء الواعدة التي تدخل مرحلة النجومية في وقت سريع. 
الإدارة نفسها فشلت في صفقات أخرى، كصفقات بونا سار وكويزانس وريناتو سانشيز مثلاً، لكن هذا الفشل لا يكاد يكون شيئاً إن دققنا بمسألة هامة: كيميتش وجوريتزكا وجنابري وديفيز وكومان، أي نجوم الحاضر والمستقبل في الفريق، كلفوا بايرن أقل من 50 مليون يورو، وهو الرقم الذي قد ينفقه نادٍ إنجليزي من وسط الترتيب على لاعب “جيد”. 
على الهامش: عندما اكتسح بايرن برشلونة العام الماضي في دوري الأبطال، لم يكن هذا فوز لاعبين على لاعبين فحسب، أو فوز مدرب على مدرب فقط، إنّما أيضاً فوز إدارة ذكية على إدارة غارقة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *