دييجو مارادونا صانع مجد الجنوب!!


الدنين البشير – قبل أيام كانت ذكرى رحيل دييغو آرماندو أحد كبرياء المستديرة و إرثا تركته كرة القدم للأجيال.
تتراوح عليه أحقاب الزمن و هو يصدح على الليالي الخوالي يتذكر أيام الجنوب في أواني عرس نابولي و يتراوح تفكيره إلى أمريكا حيث الأرجنتين محبوبته البوكا و قصة غرامهم الأبدية ، يتأمل و يتذكر بداية  القزم التي كانت في أحضان البوكا الدافئة ، في مسقط رأسه أمتشق البتار من غمده و صعد إلى صهوة جواده و شد عنقه حتى صهل.
و اتجه نحو المجد في بطولة العالم للشباب في أواخر السبعينات  هناك بزغ نجمه و أطلقت عليه شتى الألقاب و أبهر مشاهديه و مستمعي الإذاعة و أعتبره المستكشفون و المكترثون بالظواهر ظاهرة خارقة للعادة فهو الذي خلق نهجا جديدا في المستديرة من سرعته الهائلة و مراوغاته و تسديداته  التي لا يصدها عن المرمى شيئ ، سجل في تلك الملحمة الأولى له ستة أهداف و يفوز بألقاب فردية أبرزها الكرة الذهبية .
كانت بداية القزم مع آرجنتينيوس بعقد و ستة سنين كان أصغر لاعب يشارك في الدوري أنذاك ، بعد دقائق من دخوله الملعب ركل الأرسطورة الكرة بين قدمي خوان دومينغو بطريقة ماكرة للأخلاقية و بدأ بعدها يصعد على سلم النجومية حتى أصبح أساسيا.
قرر القديس آرماندو يدخل في حرب محلية في مستهل الثمانينات مع البوكا و يخرج منتصرا حاملا مسلوله و حبات دم الغريم تتصبب ببطئ ، قاطني المحافظة يحتفون و أصوات الزغاريد تتعالى استقبالا لإبنهم و رهطه الذين أعادو الفرحة إلى ساكنيها بعد خمس سنوات من الإنتظار.
بعد أيام من كأس العالم في هزيع الليل حزم أمتعته و أتجه إلى برشلونة ليحلك الغسق على الأراضي الأجنتينية و بالأخص العاصمة بونيس آريس و ينأى القديس  كل النأي عن معشوقتيه آرجنتينيوس و بوكا و جنيور يتتبعهما ، و يفوز رفقة فريق الأقليم بثلاثة بطولات أتت بطعم خاص حيث تمكن من مراوغة الحارس في مباراة ضد الغريم فريق العاصمة ليصبح أول لاعب تم التصفيق له من قبل المدريديين قبل الثنائي الماكر رونالدينهو و انيستا و تكللت تلك السنتين التي قضاها في اسبانيا بألقاب محلية.
و في الأربعة و الثمانون شائت الأقدار ان يلتقي مردونا بمحبوته نابولي التي ستكون في مابعد أكثرهم و لاءً و أكثرهم حبا له .
وصل الدييغو الى الطليان و استقبله الحشود و الصحافة  في ملعب سان باولو و أصبحت عنواين الصحف تتزين بصوره مستبشرة به أنه هو المنقذ و أبرز ما قيل فيه قاله الصحفي الرياضي ديفيد جولدبلات   « انهم مشجعون مقتنعون بأن المنقذ وصل».

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *