حازم ملحم – ذكر إدواردو غاليانو في كتابه كرة القدم بين الشمس والظل ، تاريخ وأصول هذه اللعبة الجميلة حيث قال “رحلة كرة القدم ھو رحلة حزينة من المتعة إلى الواجب فكلما تحولت ھذه الرياضة إلى صناعة، كان يجري استبعاد
الجمال الذي يتولد من متعة اللعب لمجرد اللعب ”
أنا هنا أتحدث عن أصول اللعبة ،عن أصولها مع الحالمين المنهكين بالجري خلفَ أحلامهم ، يرون الأمل في نهاية هذا المشوار وترافقهم كرتهم على طول هذا الطريق المُتعب والمليء بالحواجز الصعبة ، لكن لابد ولو بعد حين أن تكتب لهم نهاية جميلة ببساطتهم وممارستهم لهذه اللعبة بأصولها وبشغفٍ كبير.
صلاح كان يركب القطار ليصل لمقر التدريبات البعيد عن منزله ولا يعود لنهاية اليوم منهك ومُتعب ، كان فتى كجميع فتيان هذه البلد يبحث عن حلمه ، بدأ رحلته في هذا العالم وكانت صعبة ، لكن كُتب له أن تتوج بالنهاية السّعيدة في محطته الأخيرة والحاليّة.
بين رحلته من القطار في مصر إلى أحتفالاته بين ضجيج وشغف الحُمر في أنفيلد لم يترك صلاح أو يغيّر من ممارسته لهذه اللعبة بالحب الذي يمارسها فيه فما زال يمارسها كما أحبها من الشّارع ، مهارة كبيرة وجودة فنية ممزوجة بمتعة كرة الشوارع عندما يستلم تلك الكرة بجوار الخصم على الجهة اليمنى من الأنفيلد ويرسلهم إلى الخروح عن السيطرة كنت قد كتبت من قبل عن قدرته الخارقة بالتخلص من رقابة المدافعين في السنوات الماضية كما كأنه يرسلهم في رحلة سياحية إلى الجانب الآخر من العالم.
صلاح في عزّ تألقه ، وأنضباطه التكتيكي لم يتغير أبداً عن أول مرة مارس فيها هذه اللعبة وكنت قد ذكرت مقولة غاليانو لأن صلاح صنع نسخة خاصة به مصنوعة بنفس الوقت من المتعة والواجب ، نسخة استمتع بها هو بنفسها وأمتعنا معه ولم يتخلى عن فكرة الواجب الآخر ، وهو واجبه لفريقِه ، ولم يسمح لذلك الواجب من منعه لكونه ماهو عليه.
بمناسبة وصول الفرعون المصري محمد صلاح للرقم الذي توّج به كالهداف التاريخي لنادي ليفربول الذي رأى الأمل في نهاية المشوار والكرة ترافقه على طول ذلك الطريق المليء بالحواجِز.