محمد عواد – منشور في كووورة – تعرض بايرن ميونخ لنكسة كاسرة لهيبته وسيطرته التي لم تدم في أوروبا لأكثر من موسم واحد، هزمه ريال مدريد في ملعبه وقهره بنتيجة كبيرة لم يتوقعها أشد المتفائلين المدريديين.
كارلو أنشيلوتي من جديد أثبت نجاعة خطته 4-4-2 ضد أصحاب فكر الاستحواذ بغض النظر عن الأسماء الموجودة، وجعل الريال يقترب من بطولتهم العاشرة التي غابت عنهم منذ عام 2002، وأثبت أنشيلوتي من جديد أنه قادر على إقناع اللاعبين ببذل كل شيء من أجل الفريق، وهذا ما كان مع تضحيات بيل الواضحة في الدفاع، إضافة إلى أدوار رونالدو وبنزيما التكتيكية المهمة في الضغط على مفاتيح لعب خط بايرن في محور الوسط.
المشكلة الأكبر اليوم كانت كامنة في المدرب الإسباني بيب جوارديولا، الذي كان يلعب بالأصل كمحور خط وسط، بل إن شهرته كلاعب جاءت لأن يوهان كرويف آمن به وبأهمية مركزه في كرة القدم، وذلك عندما كان الهولندي مدرباً للبرسا.
جوارديولا نسي أهمية المحور للارتكاز عليه سواء دفاعياً أو هجومياً وبالتحديد لفكر التيكي تاكا والاستحواذ، ففي الدفاع كان محور الوسط الدفاعي في فكر كرويف حيث لعب جوارديولا هو الأهم، فتصريحات تشافي وانيستا وميسي وبويول ليست عبثاً، وهم الذين رددوا “لولا بوسكتش لما فزنا بالألقاب”، كلام كان يبدو مجاملة لكنه حقيقة تظهر عند ابتعاد سيرجيو عن مستواه في البرسا وتحت قيادة بيب.
جوارديولا نسي قدرة هذا المحور على التغطية ومنع الخصم من الصعود بالكرة بالطريقة التي يحبها، كما نسي أهميته بجعل الضغط لاسترداد الكرة قليل المخاطرة، ونسي اهمية هذا المحور في ضبط الإيقاع وتجنب خسارة الكرة في مواقف خطيرة، فكان الريال يسرح ويمرح اليوم كلما امتلك الكرة ويخرج من مناطقه كما يشاء وأسهل مما كان عليه الوضع في لقاء الذهاب، فكان الثمن غالياً.
ومن الجدير بالإشارة إلى أن بيب جوارديولا لم يستطع طوال هذا الموسم إصلاح دفاع بايرن ميونخ مع الكرات الثابتة الدفاعية، علماً أن البافاري يملك كل الأسلحة التي تؤهله لعدم تلقي أهداف من هذه المواقف، حيث يمتلك لاعبين طوال القامة وجيدين في الهواء.
خسارة اليوم يمكن تحميلها بشكل مباشر لبيب جوارديولا، فهو الذي قام بتغيير الشكل متناسياً أساسيات فلسفته، بل متناسياً المركز الذي كان يلعب فيه، وهو الذي صبر على أخطاء فريقه في الكرات الثابتة فكان سبباً بالخروج، في حين يؤخذ لأنشيلوتي النجاح من جديد بخطة غيرها للمباريات الكبيرة فقط، واستطاع جعل لاعبي فريقه تقديم 3 مباريات مهمة مثالية وضعتهم على مسافة 90 دقيقة من اللقب الأوروبي.