ماذا نريد من أحمد أبو غوش؟


أحرز بطل ذهبية الأولمبياد في رياضة التايكواندو، أحمد أبو غوش، ميدالية برونزية في بطولة العالم الأخيرة، وكان هناك ردة فعل إيجابية، متفهمة من فئة كبيرة من الجمهور الأردني، لكن أطل برأسه أيضاً لسان سلبي، يحاول التحطيم.


لو كانت كرة قدم، لقبلت الاقتراحات والتعليقات التي سارع لها البعض، فهي على الأقل لعبة بات الناس يعرفون كل تفاصيلها، لكننا لا نعرف بالتايكواندو شيئاً كشعب، فهي ليست ثقافتنا، ولسنا خبراء بمستواها العالمي، ولو كان لدينا مراكز تدريب كثيرة، ونجاح وحيد أولمبي عبر أبو غوش، فنحن ما زلنا لا نعرف شيئاً.

رأيت من يطالب بتغيير المدرب، ومن يتحدث أنه لم يعد يتدرب، هذه الفئة نفسها هي التي هاجمته بسبب قرار الجامعة ضده، وقالت إن عليه الحضور للجامعة وهذا أهم من التدريب، وهم الآن يتحدثون عنه وعن تقصيره!

لأوضح، الغالبية ما زالت تقدر ما فعله أبو غوش، والغالبية ما زالت معه، لكن ذهاب بعض صفحات الرياضة الأردنية الرسمية لحذف التعليقات المسيئة أو المنتقدة، فلن يخفي وجود المتربصين بالناجح رياضياً لدينا، حتى يسقطوه، خصوصاً عندما لا يكون هناك دعم إعلامي “مبرمج” للبطل.

ماذا نريد من أبو غوش؟
هذا أول سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا، هل نريد منه المواصلة في القمة وتحقيق الإنجازات لصالح البلد مما يخلق حالة مزاج إيجابي في الشعب كله، كما تؤكد عديد الدراسات العلمية عن أثر النجاح الرياضي على المجتمع؟

أم أن من قالوا “الرياضة ليست مهمة” وقت مشكلته مع الجامعة يريدون منه ألا يخسر أي لقاء؟

حدد ما تريده، لكن وقتها عندما تطالب شخصاً بشيء، عليك أن تعطيه شيئاً مقابله، فلا يذهب الجندي للمعركة بغير سلاح، ولا يدخل الطالب الامتحان من دون دراسة، في دول أخرى حتى غير الغني منها، من يحقق النجاح الكبير كالذهبية الأولمبية التاريخية التي حققها أبو غوش، يخلق له برنامج خاص، لأن الظروف التي يعيشها البطل مختلفة عن الظروف للسعي لتكون بطلاً، كما أن الضغوط عليه تختلف، وعند استفساري من أشخاص مقربين لأحمد عن المسألة، وجدت أن التغييرات محدودة منذ الأولمبياد.

المسألة ليست عقد رعاية مع شركة، أو هدية هنا أو هناك، فهذه أمور مادية وحسب، المطلوب هنا فعلاً شيء يرعى البطل، يحافظ عليه لأطول فترة ممكنة، وبدلاً من أن تكتب “الإعلانات خربته” عليك أن تكتب “ماذا فعلنا له “رياضياً” وماذا وفرنا له كي يتقدم ويواصل الذهب”.

أبو غوش أفضل رياضي في تاريخ الأردن على الإطلاق ولو اعتزل اليوم، فقد حقق افضل إنجاز ممكن، وجلب لنا شيئاً ملموساً، لا وعود زائفة أو قصص نجاح غير مكتملة، وبالتالي السؤال هو “ماذا سنقدم لأبو غوش وأمثاله؟” حتى يبقوا أبطالاً، فالمسألة ليست بالنوايا الطيبة!

في الختام، الميدالبية البرونزية في بطولة العالم ليس شيئاً اعتادته الرياضة الأردنية، لنغضب، فالوحيد الذي لديه الحق بالغضب هو البطل ذاته، الذي جلب لنا أول ذهبية في التاريخ الأولمبي، والذي لو قارنت الدعم الذي تلقاه حتى وصوله للمجد، مقارنة بالدعم الذي يتلقاه منتخب كرة قدم مثلاً لا يحقق شيئاً إلا المشاركة المشرفة، ستعرف أننا نطالب الناس بأشياء لا نقدم لهم مقابل.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:


سناب شات : m-awaad




Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *