محمود وهبي –خطط هيرتا برلين لبدء حقبة جديدة في السنوات القليلة الأخيرة، ومحاولة الاستفادة من أموال المستثمر لارس فيندهورست الذي حوّل فريق العاصمة إلى أحد أكثر الأندية إنفاقاً في فترات الانتقالات الألمانية، لكن النجاح على أرض الميدان لم يحمل لون هيرتا الأزرق، لا بل اللون الأحمر التابع للجار يونيون القادم من الشطر الشرقي لبرلين، أو “أونيون” كما يُطلق عليه بالألمانية، والذي يخوض مغامرة فيها كل المشاعر الإيجابية في الموسم الحالي.
كثيرون توقعوا أن يسقط أونيون برلين في ما يعرف بـ “متلازمة الموسم الثاني” في ألمانيا، حيث جرت العادة أن تقدّم الأندية الصاعدة من الدرجة الثانية أداء كبيراً في موسمها الأول في البوندسليجا، قبل أن تعود أدراجها إلى الدرجة الثانية بعد موسمٍ ثانٍ مخيب في دوري الأضواء، لكن أونيون، والذي شارك في البوندسليجا للمرة الأولى في تاريخه الموسم الماضي، نجح بتحسين صورته في موسمه الثاني الحالي، ووضع نفسه في المركز السادس بعد 9 جولات، وعلى بُعد 6 نقاط من صدارة بايرن ميونخ، ونقطتيْن فقط من مراكز دوري الأبطال.
أونيون اكتفى بالتعادل مع آينتراخت فراكفورت في الجولة التاسعة الماضية، لكنه نجح بالحفاظ على سجله خالياً من الهزائم للمباراة الثامنة على التوالي، ما يعني تعرضه لخسارة وحيدة في الموسم الحالي، وفي الجولة الأولى من الموسم عندما سقط أمام أوجسبورج، قبل أن يعرقل مونشنجلادباخ بالتعادل، ويهزم هوفنهايم، ويسحق ماينتس بالأربعة، وأرمينيا بيليفيلد بالخمسة، وهو يملك حالياً ثاني أفضل خط هجومي في الدوري بعد بايرن ميونيخ، ومناصفة مع دورتموند، برصيد 21 هدفاً.
هناك أسرار كثيرة لرحلة أونيون برلين الناجحة في الدوري هذا الموسم، وعلى رأسها سلاح الجماعية الذي يديره المدرب السويسري أورس فيشر بلاعبين أغلبهم من الألمان، والحضور البدني الكبير للاعبيه، ولربما يكون مفتاح التألق مرتبطاً بماكس كروز، المهاجم الخبير الذي وصل إلى العاصمة في الصيف الماضي، ليضع بصمته بـ 6 أهداف و5 تمريرات حاسمة في 9 جولات، حاملاً راية المغامرة الجميلة لأحمر العاصمة، أي الفريق الذي عمّر جداراً كروياً صلباً في برلين.