نادي باريس سان جيرمان الفرنسي

نادي باريس سان جيرمان، نادٍ فرنسي شهير رغم حداثة عهده وتأسيسه في سبعينات القرن الماضي فقط.


تأسس نادي باريس سان جيرمان عام 1970، على يد رجال أعمال طموحين لبناء فريق فرنسي كبير في العاصمة الفرنسية، فتم دمج ناديي باريس وستاد سانت جيرمان ليكون باريس سان جيرمان، وكلاهما كانا فريقين متواضعين.


دخل باريس سان جيرمان المنافسة في الدرجة الأولى الفرنسية لأول مرة عام 1974، ونجح بالتتويج رغم حداثه عهده بكل الألقاب الفرنسية الممكنة خلال فترة قصيرة من الزمن، ويعيش النادي حالياً فترة من السيطرة المطلقة في بلاده بعد أن جاءت له ملكية من قطر.


ملعب الأمراء هو مقر باريس سان جيرمان منذ عام 1974، وهو ملعب مهم جداً للمنتخب الفرنسي أيضاً ويعد معلماً رياضياً من معالم فرنسا.


يعد أولمبيك مرسيليا الخصم اللدود لباريس سان جيرمان، وتجمعهم مواجهة تحمل اسم الكلاسيكو الفرنسي.


عانى باريس سان جيرمان منذ تأسيسه من أزمات مالية، فتم إدخال مستثمر جديد بعد 3 سنوات من انطلاقته فقط، ودخل النادي من جديد في مطلع التسعينات من القرن الماضي بأزمة مالية خانقة وديون وصلت إلى 50 مليون فرانك، فقامت شبكة كنال بلوس الفرنسية بامتلاك الحصة الأكبر منه تدريجيا حتى امتلاكه كلياً عام 2005.


كنال بلس قامت ببيع باريس سان جيرمان عام 2006 لشركة كولوني كابيتال وباتلر كابيتال، وحقق الملاك الجدد أرقاماً مالية أفضل من سابقيهم، وفي النهاية استحوذت كولونبي كابيتال على النادي بشكل كامل عام 2008.


وجاء الفرج المطلق للنادي الفرنسي عام 2011، فقد اشترت قطر للاستثمار عام 2001 ما يقارب 70% من أسهم باريس سان جيرمان مقابل 50 مليون يورو، وبعد عام واحد فقط استحوذت قطر للاستثمار على كامل أسهم باريس سان جيرمان في صفقة قدرت بقيمة 100 مليون يورو.


في عصر باريس سان جيرمان الجديد تم شراء عدد من اللاعبين المميزين أمثال زلاتان ابراهيموفيتش وتياجو سيلفا ولوكاس مورا وخافيير باستوري وازكيل لافيتزي.


مع العصر الجديد، أصبح سان جيرمان مسيطراً بشكل شبه مطلق على البطولات المحلية، وبات الفريق الأشهر في فرنسا.


وفي تاريخ 01-04-2017 أصبح باريس أول فريق في تاريخ فرنسا يحمل لقب كأس الرابطة الفرنسية 4 سنوات متتالية، وذلك عندما سحق موناكو 4-1 في المباراة النهائية.

موسم 2014-2015 .. موسم تاريخي لسان جيرمان محلياً 

مشروع باريس سان جيرمان تحت القيادة القطرية تعرض لضربة قوية في نهاية موسم 2013-2014، وذلك عندما أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن عقوبة لعدة أندية بسبب مخالفتها قوانين اللعب المالي النظيف، الأمر الذي قيد قدرات الفريق الفرنسي على الإنفاق، فكانت سوق انتقالات قبل موسم 2014-2015 ضعيفة نوعاً ما، واضطر لاستعارة بعض اللاعبين وخسر سباق الفوز بخدمات أنخيل دي ماريا الذي اتجه ليلعب مع مانشستر يونايتد.


وفي ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال اوروبا ، التقى باريس سان جيرمان بتشلسي الإنجليزي، اللقاء انتهى بالتعادل 1-1 من دون أحداث ملفتة في الملعب، لكن ارتكاب جماهير البلوز “تشلسي” لتصرف عنصري في أحد محطات قطار العاصمة الفرنسية جعل اللقاء ملفتا للانتباه، حيث تبين أن بعض جماهير الفريق الضيف منعت أحد سكان مدينة باريس من أصحاب البشرة السمراء من الصعود إلى القطار، ورددوا له قولهم “نحن عنصريون ..لا تركب معنا”.


فرحة باريس سان جيرمان لم تطل بعد إخراجه تشلسي في لقاء العودة نتيجة التعادل 2-2، لأن لاعبه زلاتان إبراهيموفش وضع الجميع في موقف محرج، عندما وصف فرنسا بالدولة القذرة، عقب الخسارة في 15-مارس-2015 بنتيجة 3-2 أمام بوردو، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة ومطالبات بإيقاف النجم السويدي لفترة طويلة كعقوبة على ما فعله، ليكون إيقاف نجم باريس الأول 4 مباريات في وقت حرج من الموسم.


في ذات موسم 2014-2015 المليء بالأحداث لباريس سان جيرمان، وفي المباراة التي شهدت تتويج باريس سان جيرمان بكأس الرابطة الفرنسية الخامسة في تاريخهم، استطاع جمهور النادي الفرنسي تحقيق رقم قياسي من حيث علو صيحات وصخب الجماهير محتفلين بالفوز على باستيا، حيث استطاعوا الوصول إلى درجة قوة صوت 109 ديسيبل، ليكون هذا أعلى صوت جماهيري في مباراة نهائية في أي بطولة أوروبية.


موسم 2014-2015 كان تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى لباريس سان جيرمان، حيث استطاع النادي الفرنسي حمل لقب الثلاثية المحلية ليكون أول فريق يفعل ذلك في التاريخ، عندما جمع بين ألقاب الدوري الفرنسي وكأس فرنسا وكأس الرابطة الفرنسية.

الرجل الذي جاء ملكا ورحل كأسطورة 

لأن تاريخ باريس سان جيرمان محصور أكثر في الفترة الحديثة من ملكية الإدارة القطرية، فإن كثيرين يرون أن أفضل لاعب في تاريخ النادي هو زلاتان إبراهيموفتش.


في الـ 13 من أيار “مايو” 2016 ، أعلن زلاتان إبراهيموفتش رحيله النهائي عن باريس سان جيرمان، وكتب تغريدة انتشرت سريعاً في الانترنت مفادها “جئت هنا كملك، وأرحل غداً كأسطورة”.


خاض زلاتان مع باريس سان جيرمان 179 مباراة سجل خلالها 154 هدفاً، وذلك ما بين 2012-2016، عقب انتقاله مقابل ما يقارب 20 مليون يورو من نادي اي سي ميلان ، وأجر سنوي مقداره 14 مليون يورو.


ورغم إثارته الجدل في بعض المواقف مثل شتمه فرنسا ووصفها بالدولة القذرة، أو قوله أنه سبب شهرة فرنسا، ومطالبته بأن يتم وضعه على برج إيفل، فإن كثير من الصحفيين وصفوه بأفضل مهاجم عرفته البلاد.


حقق لقب الدوري مع سان جيرمان 4 مرات متتالية، وقادهم لدور الثمانية في دوري الأبطال أكثر من مرة، وكان سر الموسم التاريخي 2014-2015 الذي فاز به سان جيرمان بكل شيء، كما أنه خرج كأفضل هداف في تاريخ النادي.


فيديو لأجمل أهداف زلاتان مع باريس سان جيرمان

السقوط العظيم والجمهور المنفجر!

في موسم 2016-2017، واجه باريس سان جيرمان برشلونة في دور الـ 16 من دوري الأبطال، ولم تك الأمور عادية كما هو المعتاد.


في لقاء الذهاب، تفوق سان جيرمان على ضيفه، أذله بكل ما للكلمة من معنى، أسقطه بنتيجة 4-0، وكان بمقدروه تسجيل المزيد من الأهداف، واعتقد كثيرون أن الأمر محسوم، وأن باريس بات في دور الثمانية!


شيء ما تغير، في الإياب، دخل سان جيرمان مرعوباً، لايعرف ماذا يفعل، تلقى 3 أهداف في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني سجل هدفاً وبقيت النتيجة 3-1 حتى الدقيقة 80، وهناك ظهر انهيار جديد، سان جيرمان يفقد السيطرة وبرشلونة يسجل 3 أهداف كان أخرها في الدقيقة 96، ليتأهل بفوزه 6-1، كمعجزة رآها كثيرون الأكبر في تاريخ العودة بالنتائج كروياً.


عندما عاد الفريق إلى باريس بالطائرة، وجد جماهير غاضبة في المطار، فتعرض اللاعبون لإهانات لفظية صريحة، وحطم بعض المشجعين عددا من السيارات الخاصة بالفريق، مما استدعى تدخل رجال الشرطة والأمن لحماية الفريق.


رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي رأى أن الخسارة سيئة والنتيجة كبيرة، لكنه انتقد الحكم الذي وصفه بالمساهم الأساسي بالنتيجة لإعطائه ركلتي جزاء “غير صحيحتين” حسب وجهة نظره، وهوأمر كرره عديد الجماهير المشجعين ضد برشلونة.

جورج وياه .. المعجزة السمراء

في عام 1992، تعاقد باريس سان جيرمان مع لاعب من ليبيريا، اسمه جورج وياه، لم يكن كثيرون يعرفونه رغم تألقه معهم، ودفع مقابل عقده لنادي موناكو مبلغ 6 مليون جنيه استرليني ، وكان يعتبر وقتها رقماً كبيراً.


مع باريس سان جيرمان، انفجر بشكل مذهل، سجل 55 هدفاً في 3 مواسم، وقاد فريقه للقب الدوري الفرنسي 1993-1994، ولقب كأس فرنسا مرتين ، وكأس الرابطة مرة واحدة، وأخذهم بعيداً في دوري أبطال أوروبا إلى نصف النهائي.


في نفس العام الذي رحل فيه عن سان جيرمان إلى اي سي ميلان الإيطالي ، توج جورج وياه بجائزة أفضل لاعب في العالم “الكرة الذهبية”، وهو ما اعتبر إنجازاً باسم باريس سان جيرمان لأنه أساس النجاح المطلق، وما زال جورج حتى اليوم اللاعب الأفريقي الوحيد الذي حمل هذه الجائزة.


يعتبر جورج وياه ضمن أفضل اللاعبين في تاريخ باريس سان جيرمان إن لم يكن أفضلهم، ويراه كثيرون أفضل لاعب أفريقي في التاريخ.

جورج ويا بقميص باريس سان جيرمان

هدف غير أخلاقي !

خلال مباراة في الجولة 36 من الدوري الفرنسي، جمعت باريس سان جيرمان وضيفه باستيا ، كانت النتيجة 1-0 لصالح باريس ، لكن الدقيقة 35 شهدت حادثة أثارت الجدل.


فقد سقط لاعب خط الوسط ماتودي، وتوقف لاعبو باستيا من أجل إتاحة الفرصة لعلاج لاعب الفريق الخصم، ووقف لاعب من باريس أمام الحارس يشير بيديه إلى زميله ماركو فيراتي بإيقاف اللعب، فتوقف حارس باستيا أيضاً.


وفجأة، تقدم فيراتي، سدد الكرة، سكنت الشباك، واحتسبها الحكم هدفاً، رغم وجود زميله في موقف تسلل، ورغم أن الموقف لم يكن يتطلب هذا الموقف غير المناسب للروح الرياضية.


في اليوم التالي، انتقدت الصحافة سلوك لاعب خط وسط باريس سان جيرمان، خصوصاً أنه لم يكن بحاجة لمثل هذه التصرفات، فالفريق كان أقوى بكثير من خصمه، والمباراة انتهت بنتيجة 5-0.

فيديوهات مختارة لنادي باريس سان جيرمان:

في دوري أبطال أوروبا 1994-1995 كان باريس سان جيرمان قنبلة الموسم، كان يقوده الإيفواري جوري ويا، وفي دور المجموعات الذي تصدره سان جيرمان أمام بايرن ميونخ وخلال لقاء العودة في المانيا فجر جورج ويا مرمى البافاريين بهدف خالد .. لاحقاً أطاح سان جيرمان ببرشلونة من دور الثمانية ووصل نصف النهائي ليخسر أمام ميلان.

زلاتان إبراهيموفتش قد يكون أفضل لاعب عرفه باريس سان جيرمان عبر تاريخه، وبالتالي لا يمكن عدم ذكر أحد أهم أهدافه الجميلة في شباك باستيا بضربة العقرب وذلك خلال موسم 2013-2014:

تابع الكاتب:

سناب شات : M-awaad

تابِع @mohammedawaad