سعيد خليل – لقد تكرر الأمر كثيرًا، تكرر حتى بات حدثًا عاديًا، نغلفه بعبارات قلناها مئات المرات، لأننا ببساطة لا نجد شيئًا جديدًا لنقوله، ولكن السؤال الوحيد الَّذي يبقى يدور في ذهننا، مع كل مرة نراه بها يفعل الشيء نفسه، ألم يراوده الملل بعد؟
في مباراة الذهاب أمام أتالانتا، عندما سجل كريستيانو هدف الحسم، البعض كان قد توقع ذلك مسبقًا، لا بل أنه كان ينتظره حتى، ثقة غريبة ربما، ولكنها منطقية، هذا ما يجعل كريستيانو مختلفًا، أنه استطاع أن يقتل الاثارة الكامنة في المفاجأت، فبات الناس يتراهنون بين بعضهم على كم هدف سيسجل بدلًا من التراهن على إن كان سيسجل أصلًا، لأنَّ هذا محسوم، لا بل أنه بديهي حتى.
في مباراة أتالانتا الأمس، ومع تبقي دقائق قليلة لنهاية المباراة، فكرت في ان اطفئ التلفاز، جو المباراة نفسه كان هادئًا ويوحي بأنها ستنتهي بفوز الطليان، ولكنني قررت التمهل، فقط لأنَّ كريستيانو في الملعب، وحين يكون كريستيانو في الملعب، هو من يقرر متى تنتهي المباراة، وليس الدقائق، وهو من يطلق الصافرة الأخيرة، وليس الحكم.
وهذا ما كان.
لم اضيِّع عليّ لحظة الهدف لأنني تخيلتها قادمة، هذا ما علمني اياه كريستيانو رونالدو، الحاسم الَّذي لا يترك لك مجالًا حتى تتفاجأ.
في 72 ساعة، سجل كريستيانو هدفًا وصنع أخر أمام توتنهام، ثم سافر إلى إيطاليا وسجل هدفين.
كل هذا يحدث بعد مرور سنوات على نشر غلاف عليه صورته مع عبارة النهاية، أتخيَّل ما هي ردة فعل من قرر أن يصمم ذلك الغلاف الأن.